لم يعد ميدان الابتكار أو الاختراع مقتصرا على ذوي المستويات العلمية العالية، بل هو وليد الموهبة والتفكير المعمَّق الذي يوصل المخترع إلى إنشاء وصناعة أشياء متميزة تفيد في كل مكان وزمان وتشمل ميادين متعددة، فمن ميدان الطب إلى الأشغال العمومية إلى الإلكترونيك والكهرباء إلى ميدان الزراعة.. بحيث شملت أنامل المخترعين الجزائريين كافة مجالات الحياة المهمة فهم حقيقة ثروات بشرية يزخر بهم الوطن وينتفع بمواهبهم. نسيمة خباجة هو ما وقفنا عليه على مستوى الصالون الوطني للابتكار الذي نُظم مؤخرا بقصر المعارض ضم حوالي 70 مشاركاً شملت إبداعاتهم مختلف الميادين وتركزت على مشاريع اقتصادية هامة شملت عدة مجالات منها الاتصال والزراعة والطب والأشغال العمومية.. بحيث لم يبخل هؤلاء المبدعون الحاملون لمواهب فريدة من نوعها عن كشفها ونفع عامة الناس بها وحيازة شهادات براءة الاختراع. التقينا ببعض الحاملين لتلك المواهب الربانية التي شملت مجالات عدة منهم السيد نعمان إسماعيل، 43 سنة، من ولاية البليدة مختص في الأشغال العمومية، بحيث ابتكر أجهزة متحركة من الإسمنت المسلح على شكل حواجز تستغل في الطرق السريعة وفي مداخل المؤسسات العمومية وهي أكثر عملية حسب ما حدثنا، وقال إنه أتته الفكرة على إثر حادثة كان شاهدا على وقائعها، بحيث أثناء حدوث حادث مرور اختنقت الطريق كما في كل مرة وكانت هناك حواجز إسمنتية ثابتة تستغرق وقتا طويلا لتحريكها خاصة وأنها تزن أطناناً ومن شأن تحريكها أن يدفع السيارات إلى التوجه إلى الطريق الآخر ويفك الاختناق، كما يسهل على سيارات الإسعاف اتخاذ ذلك السبيل لإنقاذ المصابين وهي أكثر عملية بالمقارنة مع الحواجز الإسمنتية الثقيلة التي يستعصى تحريكها، وقال إنه من خاصيات الحواجز التي أبدعها أنها متحركة وفي نفس الوقت هي ثابتة لتفادي تحريكها في غير وقت الحاجة إليها، كما أنها مزودة بمصابيح كهربائية من أجل إظهارها للسائقين على مستوى الطرق على مسافة بعيدة، بحيث أن الفكرة درسها وضبطها السيد نعمان بكل جزئياتها البسيطة لكي يكون مشروعا ناجحا خاصة مع الإحصائيات الرهيبة لحوادث المرور والتي تؤدي في كل مرة إلى اختناق الطرقات، وتجدر الإشارة أن السيد اسماعيل اكتشف الموهبة منذ ستة أشهر وجسدها على أرض الميدان بإمكانياته الخاصة وهو الذي لم يكمل الطور الثانوي في دراسته فهي بالفعل موهبة ربانية. أما السيد عمارشة، وهو طبيب مختص في جراحة الأسنان، فاكتشف المسطرة اللولبية للأسنان المختصة في قياس طول متوسط الأسنان، وقال المخترع إن لها وظيفة هامة في نزع عروق الأسنان المريضة عن طريق القياس الفعلي للطول خاصة وأن الأجهزة المعتمدة في الوقت الحالي لا تؤدي إلى النزع الكلي للعرق وذلك ما يؤدي إلى استمرار الألم في ضرس المريض ومن شأن المسطرة اللولبية أن تساعد على قياس عمق العرق ونزعه بسهولة. أما السيد هوّام فكانت اختراعاتُه في ميدان الطب وتخصص في فروع عاني منها الكثيرون لاسيما طب الجلد وكذا تساقط الشعر وهما مشكلتان شائعتان كثيرا في الجزائر وفي غيرها من الدول، بحيث توصل فريق الباحثين المشرف عليهم إلى اكتشاف خلطة وإنتاج غسول ينفع كثيرا لتساقط الشعر وهو شامبو (راميكس) الذي يعالج فروة الرأس ويقضي على القشرة ويوقف تساقط الشعر وينبت شعرا جديدا في حالات الصلع خلال شهرين وتكون مدة العلاج من 12 إلى 24 شهراً، بحيث قال محدثنا إن نتائجه مضمونة وفعالة على حسب التجارب، إلى جانب إنتاج مرهم للجلد لداء الصدفية الذي نخرت أعراضه الخطيرة أجساد الكثيرين وأطرافهم، بحيث تم إنتاج مرهم (صودارما) المتوفر بالصيدليات الذي يعالج الصدفية، الإكزيما، الطفح الجلدي، تشققات الجلد، وأرجل مرضى السكري والحروق والجراح والخدوش العميقة.. وأكد هو الآخر فعاليته بالتجربة.