تناشد عائلة حداد السلطات المحلية والولائية إيجاد حل عاجل لحالة التشرد التي تعيشها، بعد أن نفذ ضدها قرار الطرد من المنزل الذي كانت تشغله ببلدية الأبيار إثر القانون القاضي بإمكانية طرد المؤجر للمستأجر في أي وقت، وهذا بعدما قامت صاحبة المنزل برفع قضية ضد السكان من أجل إخراجهم من السكن بعد أن طمعت -حسبهم- في الحصول على سكن آخر مقابل المهدد بالانهيار، وبعد عام ونصف من الصراعات داخل المحاكم، تم إخراجهم وباقي العائلات الثلاث باستعمال القوة، بعد رفضهم المثول للحكم الذي اعتبروه مجحفا.. وقد تنقلت (أخبار اليوم) إلى حي لورانس ببلدية الأبيار بالعاصمة لتجد تلك العائلة تقيم بخيمة تقيهم برودة الشتاء وتحميهم ولو جزئيا من الأمطار التي عرفت تساقطا كثيفا في الأيام الأخيرة ما جعل العائلات المنكوبة تتجرع الويلات هي وأطفالها الصغار الذين أنهك البرد أجسامهم الهزيلة، وفي حديثهم تأسفوا للحالة الكارثية التي آلو إليها بين ليلة وضحايا التي جعلتهم متشردين في وسط العاصمة دون أي سابق إنذار، حيث استقبلتنا تلك العائلة بألم وحزن مما مورس عليها من ظلم حيث أكدوا أنهم ومنذ أن دخلوا ذلك المنزل لم يقم أحد بإزعاجهم، أو الحديث عن عدم ملكيتهم للمنزل خصوصا أن مكوثهم فيه يعود إلى أزيد من 50 سنة، ودون أن يشعروا قامت قبل شهور صاحبة البيت برفع دعوى قضائية تطالب فيها بإخلاء المنزل بعد أن قامت بشرائه وإثبات ملكيته له، وقبل أسبوع وجدت عائلة حداد وثلاث عائلات أخرى نفسها في الشارع رفقة أغراضها، ولكون تلك العائلة لا تملك أي مأوى يحميها من قساوة الشارع لجأت إلى نصب خيمة في حي لورانس في انتظار التفاتة السلطات المعنية إليها من أجل ترحيلها خصوصا وأن الشتاء على الأبواب وهم متواجدون في العراء والتشرد في بلد لا يعرف الرحمة ولا الشفقة، خصوصا أن العائلة تتكون من نساء وأطفال لم يتحملوا قساوة تلك الخيمة نظرا لانعدام أدنى شروط الحياة بها، مما جعلهم يطرقون أبواب الجيران الذين مازالت الرحمة في قلوبهم من أجل منحهم النور والماء اللذان يعدان من أهم مطالب الحياة. وفي إجابة لهم عن سؤالنا حول سبب قيام مالكة البيت بهذا التصرف أكدوا أنها لم تقم بتوضيح الأمر لهم وٍرغم توسلاتهم لها بإمداد مهلة قرار الطرد ولكن دون جدوى، كما أن هذه العائلة توسلت لها لإيجاد حل عادل ككراء البيت لهم أو بيعه، خصوصا أنه وبعد أن قامت بطردهم لم تبين حاجتها لاستعماله في أي غرض، إلا أن طلباتهم قوبلت بالرفض وبرغم الوضعية المأساوية التي يتخبطون بها، لم يجدوا بديلا آخر سوى الاستنجاد بالسلطات المحلية التي أقفلت أبواب الرحمة في وجوههم حسب ما أفاد به السيد حداد قائلا: (توجهت لرئيس البلدية لأطالب بحقي في السكن كبقية البشر، فطلب مني الذهاب لتشييد بيت قصديري والسكن به، وكذلك الحال بالنسبة للوالي المنتدب الذي أخبرني أنه لن يستقبلني بعد الآن). وأمام هذا الوضع توجه العائلات المهددة بخطر الانهيار والتي تبيت في الشارع صرختها واستغاثتها مناشدة القاضي الأول للبلاد من أجل التدخل لإنصافهم وإعطاء كل ذي حق حقه، بعد أن أوصدت جميع الأبواب في وجوههم..