استيقظ فجر أمس سكان قرية (ثيغيلت بوقني) بمكيرة في تيزي غنيف جنوب غرب مدينة تيزي وزو على وقع السنة الحرائق المنبعثة من داخل مقر البلدية الذي احترق به طابقان عن آخرهما، حيث أقدمت مجموعة من المجهولين في هويتهم وعددهم على إشعال النار في الطابقين مستهدفين كل من مكتب رئيس البلدية والطاقم العامل وكذا المصالح التقنية، الأمانة العامة وجناح المحاسبة في حين نجت مصلحة الحالة المدنية من هذه العملية الإجرامية، التي تشير طبيعتها لارتكابها عمدا، نظرا لتمكنهم من الدخول للمقر وعدم تمكن الحارس الليلي من إخماده للحريق بمفرده بعدما امتدت ألسنته على نطاق واسع، وقد باءت محاولات السكان لإطفائها بالفشل ولم تصل مصالح الحماية المدنية إلى عين المكان إلا في الساعات الأولى من صبيحة يوم أمس حيث تمكنت من إطفاء ما تبقى بعدما تحول الطابقين الى رماد. وقد قامت مصالح الأمن بالتنقل لعين المكان من أجل معاينة موقع الحريق وكذا جمع الأدلة الممكنة لتوصلهم لتحديد هوية الجهات التي أقدمت على هذا الفعل الشنيع. وجدير بالذكر أن مقر البلدية احتضن منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية المنصرمة والتحالفات السياسية النجمة عنها للوقوف في وجه الآفافاس، العديد من الحركات الاحتجاجية التي قام بها مناضلو الحزب المذكور الذين رفضوا تنصيب رئيس للبلدية غير ذلك المنبثق عن الأفافاس، حيث قاموا بغلق الباب الرئيسي ببناء جدار إسمنتي كما أغلقوا الدرج المؤدي للطوابق العليا بذات المقر، وبعدما تم تنصيب المير الجديد بمقر الولاية من طرف والي تيزي وزو صعدوا من حركتهم الاحتجاجية، حيث علقوا كرسي رئيس البلدية على سارية العلم، كما قاموا بشل مدينة تيزي غنيف عائمة الدائرة التي تنتمي إليها بلدية مكيرة. الوقوف صبيحة أمس على منظر البلدية المحترق تأسف له الكثير من المواطنين، خاصة وأن هذه البلدية تصنف من أفقر البلديات على مستوى ولاية وهي بحاجة كبيرة لانتعاشة تنموية ترفع الغبن والنقائص على سكان المنطقة، وهذا التصرف يعيدها الى الوراء بدل تقدمها خطوات نحو الأمام، وطالب هؤلاء بضرورة الإسراع في تحديد هوية الفاعلين ومعاقبتهم، مستنكرين هذا التصرف أيا كانت الجهة الواقفة وراءه، قائلين بأنه لا يخدم أبدا مصلحة البلدية وسكانها الذين لا زالوا يعانون الكثير.