أرجأت أوّل أمس محكمة جناية العاصمة النّظر في ملف شرطيين وشابّ قاموا بممارسة الفعل المخلّ بالحياء على قاصر في حديقة (الوئام) ببن عكنون، وهي الحادثة التي أعادت إلى أذهاننا قضية الفتاة التونسية التي تمّ اغتصابها على يد شرطيين بعدما تمّ ضبطها رفقة صديقها ليلا على متن سيّارة وعرفت تعاطفا عالميا. تفاصيل القضية حسب المعلومات المستقاة من الملف تعود بالتحديد إلى تاريخ 18 مارس 2012، عندما حرّرت مصالح الأمن الحضري لبئر مراد رايس محضرا مفاده ضبط شرطي بالزي المدني من طرف شرطة تيقصراين وهو يمارس الفعل المخلّ بالحياء بالعنف على قاصر بعد سماع صراخها وبكائها، كما تمّ إلقاء القبض على زميله الذي كان بعيدا عن موقع الحادثة رفقة صديق القاصر وتمّت إحالتهم على التحقيق بتهمة جناية الفعل المخلّ بالحياء بالعنف على قاصر من طرف موظف عمومي والمشاركة في جناية الفعل المخلّ بالحياء بالعنف على قاصر من طرف موظف عمومي وجنحة إبعاد قاصر وتحريضها على الفسق وفساد الأخلاق بالنّسبة للمتّهم (ب. أسامة) صديق الفتاة. وقد صرّحت الضحّية (ق. كنزة) من مواليد 1994، والتي تنحدر من مدينة اسطاوالي، بأنها تعرّفت على صديقها منذ عدّة أشهر واتّفقا على الزّواج، وبتاريخ 14 مارس الفارط اتّفقا على أن يلتقيا بعد أربعة أيّام في غابة بن عكنون في حدود الساعة العاشرة صباحا، حيث توجّها معا إلى القسم المخصّص للحيوانات، توغّلا في الغابة وجلسا وسط الأحراش وكانا يتبادلان الحديث، لكن المتّهم صديقها صرّح بأنهما كانا يقومان بأفعال مخلّة، وبعد نصف ساعة تقدّم نحوهما الشرطيان بالزي الرّسمي وطلبا منهما الوثائق، وبعد مراقبة الوثائق غادرا المكان بعدما طلبا منهما الكفّ عن إحراج المارّة بأفعالهما المخلّة. لكن الشابّين واصلا أفعالهما فعاد الشرطيان وقام أحدهما بصفع الفتاة وركلها حسب تصريحها وهو الشرطي المدعو (ح.م) وطلب من الشرطي الثاني (ت.ع) إبعاد صديق الفتاة قائلا: (سأسوّي الوضع معها)، حيث قام بنزع لباسه الداخلي وراح يتلمّس أعضاء حسّاسة من جسد الفتاة رغم رفضها ومارس عليها أفعالا مخلّة ورغم بكائها وصياحها واصل فعلته، فيما كان مرافقها مع الشرطي الثاني إلى أن حضرت الشرطة وألقت عليهما القبض. وعند استجواب المتّهم الرئيسي الشرطي (ح.م) صرّح بأنه شاهد الشابّين في وضعية مخلّة فطلب منهما ستر نفسيهما، ولأنهما واصلا فعلتهما قام بصفع الفتاة فقامت بإغرائه والقيام بتصرّفات مخلّة حتى لا يبلّغ عنها ويسمح لهما بالمغادرة، مضيفا أنها هي من أرادت أن تقوم بالفعل المخلّ معه، وهو شيء تمّ برضاها. ومن جهته، الشرطي (ت.ع) صرّح بأنه يجهل ما قام به صديقه مع القاصر كونه كان بعيدا عن المكان أين كان يلازم صديقها حتى لا يلوذ بالفرار.