مازالت الكثير من القرى في تيزي وزو التابعة للمناطق التي عرفت نزوحا كبيرا بسبب العشرية السوداء وتجاوزات الإرهابيين، تحصد الى يومنا هذا المعاناة ونتيجة التدهور الأمني الذي لم تكن مسؤولة عنه، تتجرع كل أنواع الحرمان والنقائص والتهميش، رغم أن الكثير من العائلات عادت لتستقر بهذه القرى حتى وسط هذه النقائص. ومن بين البلديات التي مازالت محرومة على الصعيد التنموي نجد بلدية زكري التابعة لدائرة عزازقة بالجهة الشرقية لولاية تيزي وزو، حيث ازدادت وضعية سكانها تعقيدا بسبب الطبيعة الصعبة لهذه المنطقة الجبلية الصعبة. ومن بين المطالب التي لم يكن السكان يذكرونها تماما في السنوات الماضية نجد الغاز الطبيعي، الذي يلحون اليوم على استفادتهم منهم، خصوصا وأن غابات المنطقة ملغمة تنتشر بها الألغام والقنابل التقليدية نظرا لتواجد العناصر الإرهابية بها وخضوعها الدائم لعمليات التمشيط، ما جعل الاحتطاب الذي كان سبيل العائلات لمواجهة الحياة سواء للطبخ أو التدفئة شتاء يغلق في أوجههم، حيث أصبح السكان متخوفون على حياتهم من القنابل التي تنفجر مرارا على الحيوانات الأليفة لما ترعى فيها. كما أن قساوة الشتاء الماضي، أصبح كابوسا يعيشه السكان مع اقتراب فصل الشتاء، لذا يطالب هؤلاء والي تيزي وزو شخصيا بالافتاتة السريعة إليهم وسهره على توصيل هذا المشروع الحلم الى منازلهم وأن يكف عنهم متاعب البحث عن الحطب، حيث يضطرون حاليا لشراء شاحنات الحطب من البلديات المجاورة منها تلك التابعة لدائرة بوزقان، كما تشكو المنطقة مشكلا آخر وهو تضرر الثروة الغابية بعد استغلالها الكثيف في السنوات الأخيرة، ضف الى ذلك تأثرها الكبير بالحرائق دون نسيان الثلوج التي كسرت الكثير من الأشجار.