في أحد أحرج الأيام في تاريخ أستراليا، رُصد حوالي مائة حريق في أكثر مقاطعاتها ازدحامًا بالسكان، بينما تتوقع الشرطة أن يكون محفوفًا بمزيد من المخاطر بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح. وكانت السلطات الأسترالية قد ذكرت أن مقاطعة (نيو ساوث ويلز) جنوب سيدني سوف تواجه واحدًا من أخطر الأيام في تاريخها في الحرائق، لذا وضعت آلاف رجال الإطفاء في حالة تأهب قصوى استعدادًا لهذه المخاطر. ومن جهته، قال (شين فيتز سيمنز) مسؤول فرق الإطفاء في ريف المقاطعة للصحف: إن هناك مائة حريق، عشرون منها لا نسيطر عليها. وقد ارتفعت درجة الحرارة في المنطقة إلى 40 درجة مئوية، فيما يتوقع أن تصل في سيدني إلى 43 درجة، وفي بعض المناطق إلى 45 درجة. وفي سياق الاحتياطات الأمنية، منع إشعال النار في كل مكان من المقاطعة وأغلقت إزاء ذلك كل الحدائق الوطنية. وكان (سيمنز) قد صرح بأنه لا يمكن أن تكون هناك أوضاعٌ أسوأ من ذلك، وأن الرحيل في بعض المناطق صار حلاًّ منطقيًّا. وقد وضعت حرائق أستراليا في المستوى الكارثي، ما يعني أنه لا يمكن السيطرة عليها، والخيار الأمثل لمواجهتها هو إجلاء السكان. ويبلغ تعداد سكان أستراليا الذين يقطنون فيكتوريا ونيو ساوث ويلز التي وقعت فيها الحرائق نحوًا من 13 مليون نسمة، من أصل 23 مليونًا هم إجمالي عدد سكان أستراليا. وقد دعت رئيسة الوزراء (جوليا غيلارد) التي تتابع الوضع عن كثب الأستراليين إلى أخذ الحيطة والحذر، والاستجابة لتعليمات السلطات المحلية، مؤكدة صفة الكارثية لما يحدث في أستراليا اليوم. هذا وقد أتت النيران على عشرات المنازل في نهاية الأسبوع الماضي في جزيرة تسمانيا جنوب البلاد، وعادة ما تنشب الحرائق في الفترة من ديسمبر إلى فيفري في أستراليا ذات مناطق الجفاف الواسعة.