قالت مصادر إعلامية روسية إن الصكوك الإسلامية تستعد لغزو أسواق المال الروسية، وذلك بعد النجاح الباهر الذي حققته على المستوى العالمي. وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أن المستثمرين الروس يتجهون، حاليًا، نحو الاستثمار في الأدوات الاستثمارية الإسلامية كالصكوك الإسلامية. وأكدت الوكالة الروسية أن الصكوك الإسلامية استطاعت أن تجد لها موطئ قدم في أسواق المال العالمية، مشيرةً إلى أنها استقطبت أكثر من 500 مستثمر، فيما تقدر قيمة ما تم إصداره من صكوك إسلامية بما يزيد على 750 مليار دولار. وأضافت الوكالة أنه من المنتظر أن تقدم بعض الشركات الروسية -شركتان إلى ثلاث شركات- على إصدار صكوك إسلامية بقيمة 200 إلى 300 مليون دولار بمساعدة إحدى الشركات التابعة لبيت التمويل الكويتي. ومن جانبه، قال فيكتور كيسيلوف، مدير العمليات في أسواق السندات في مؤسسة (ف. ت. ب كابيتال) المصرفية الروسية، التي ستدير إصدار الصكوك الإسلامية، إن التحضير لإصدار الصكوك سيستغرق ما لا يقل عن خمسة أشهر. وأوضح كيسيلوف أنه ينبغي لمن يصدر الصكوك الإسلامية أن يملك من المال ما يغطي قيمة الإصدار بالفعل. وفي السياق ذاته، توقع ألكسي توخكور، نائب المدير العام لإحدى الشركات المالية الروسية (الفا-كابيتال)، أن تهتم بعض الشركات الروسية بالأدوات الاستثمارية الإسلامية إذا وجدت أن هذه الأدوات توفر لها اقتراضًا ميسرًا. كما تتوقع فيكتور تشيتفيريكوف، المدير العام لوكالة التصنيف الائتماني الوطنية الروسية، أن تقبل شركات روسية كبيرة لا تزاول الأنشطة الربحية التي يحرمها الإسلام كالاتجار بالخمور، على اقتناء صكوك إسلامية، مشيرًا إلى أن هذه الصكوك قد تستخدم لتمويل بعض المشاريع الخاصة بأولمبياد 2014 الشتوي الذي ستستضيفه روسيا. ومن جهةٍ أخرى، قالت صحيفة (ر ب ك ديلي) الروسية، في وقتٍ سابق: إن هناك جملة أسباب وراء نجاح البنوك الإسلامية في تحجيم الخسائر في ظل الأزمة المالية الدولية، يأتي في مقدمتها احتكام البنوك الإسلامية إلى الشريعة الإسلامية التي تحرم الربا وعدم اعتمادها على القروض المصرفية. وقد شهد قطاع البنوك الإسلامية نموًا سريعًا بلغ معدله 15 % سنويًا على مستوى العالم و20 % في بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي في الفترة الأخيرة. ويوجد نحو 300 بنك إسلامي في العالم الآن، وتقدر موجوداتها بأكثر من 700 مليار دولار. ومن المنتظر أن تصل قيمة موجودات البنوك الإسلامية إلى ألف مليار دولار في العام الجاري 2013. هذا وأبدى الخبير الاقتصادي الإيطالي، البرفسيور داليتانفبرا كولسي، إعجابه بنظام الصيرفة الإسلامية، مؤكدًا حاجة الشعوب في العالم لمثل هذا النظام بدلاً من النظام الاقتصادي الحالي القائم على المعاملات الربوية. وأكد كولسي ضرورة تأسيس مؤسسات مالية قادرة على إيجاد بدائل للنظام الحالي تكون متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية وتمنع دفع الفوائد الربوية ثمنًا للتأجيل الزمني.