شدد متدخلون خلال ندوة صحفية عقدت صبيحة أمس بالعاصمة، حول خطورة تجارة المفرقعات، التي تصنع الحدث خلال هذه الأيام باقتراب احتفالات المولد النبوي، والتي تتحول في كل سنة إلى تجارة مربحة للبعض وحروقا وخسارة للأموال للبعض الآخر. كشف الناطق الرسمي لاتحاد التجار الطاهر بلنوار، في حديثه مع (أخبار اليوم)، عن نسب خطيرة تتداولها السوق الجزائرية كل سنة خلال احتفالات المولد النبوي، الذي يعد البعض فرصة للربح السريع على حساب المواطنين والاقتصاد الوطني.. فسوق المفرقعات حسب نفس المتحدث أصبحت جد خطيرة حاملة لأبعاد مختلفة ذات تأثير كبير على سلامة المواطنين جسديا وماديا، فتجارة المفرقعات هي عامل يسهل المتاجرة في السوق السوداء، وبلغة الأرقام تقدر القيمة المالية لحجم ما يستهلكه المواطن في شراء هذه الألعاب النارية و المفرقعات خلال هذه المناسبة، ما بين 12 مليار و15 مليار دينار، ومعظم هؤلاء التجار المختصين في هذه السوق يقومون باستيراد هذه المواد الخطيرة بسجلات تجارية وهمية هروبا من الرقابة والعقاب.. والأخطر في الأمر حسب الطاهر بولنوار، هو أن شبكات التوزيع المختصة في تسويق الألعاب النارية، تشغّل لحسابها أكثر من 30 ألف شاب من أجل ترويج هذه المواد الخطيرة في أسواق الجزائر. ونتيجة لهذه الأخطار المحدقة بالمواطن والاقتصاد ككل، فإن كل من اتحاد التجار وجمعية حماية المستهلك، توجهان نداء عاجلا إلى السلطات العمومية من أجل التدخل بشكل فوري لوضع حد لهذا الخطر المحدق، والذي يتضاعف ضحاياه كل سنة. وعليه فإنهم يطالبون السلطات العمومية بالوقوف في الميدان من أجل منع استيراد هذه المنتجات الخطيرة، فعلى البلديات مثلا والمعنية كذلك بهذه القضية، تحمّل مسؤوليتها في نطاق عملها، من خلال منع بيع هذه المواد في النقاط الموازية التي تضمها كل بلدية، والمسألة أيضا تعني الجمعيات المهنية كجمعية أولياء التلاميذ من خلال القيام بعمليات تحسيسية وسط المؤسسات التعليمية، من أجل دفع المتمدرسين إلى مقاطعة شراء هذه المواد الخطرة، وتوعيتهم بخطورتها، وهذا أيضا دور يقع على أئمة المساجد، من خلال إلقاء خطب حول إخطار الاحتفال بالمولد على ضوء المفرقعات، وما تسببه من آثار على ميزانية المواطن والتبذير الذي تكون نتيجته إصابة الأطفال بالحروق وفقدانهم لأعضائهم كما وقع في السنة الماضية. وفي ذات الإطار يؤكد الطاهر بلنوار، على أن القضاء على التجارة الموازية والتي أعلنتها وزارة الداخلية خلال نهاية الصائفة الماضية، كان لها أثر واضح على تراجع تجارة المفرقعات، إلا أن السوق لا زالت تعج بالباعة الذين يعرضون الموت في طاولاتهم، دون تدخل السلطات المعنية، وبالتالي فإن المأساة تتكرر كل مرة، فعلى السلطات التدخل في الميدان من أجل محاربة الموت في الأسواق الموازية..