تعيش فئة المشردين بالعاصمة، حالة كارثية بالنظر إلى الظروف المناخية التي تجتاح العاصمة في الآونة الأخيرة، ففصل الشتاء يحمل معه دوما معاناة متجددة لهذه الفئة التي لا تخلو منها شوارع العاصمة، فأينما وليت وجهك تقابلك أسراب المشردين المنتمين إلى كل الفئات، أطفال ونساء وحتى عجائز يمضون ليالي بيضاء وموجة الصقيع التي تطاردهم في كل مكان. بادرت المحافظة الولائية للكشافة بالعاصمة، وبالتعاون مع الجمعية الوطنية للشبه الطبي، إلى فتح باب المساعدة أمام فئة المشردين، فبغض النظر عن الأسباب التي تدعوهم إلى البقاء في الشارع، أو أي خلفية أخرى، ينصب اهتمام هذه الهيئة فقط على كيفية مد يد العون للمحرومين من اجل احتمال البرد.. أشرفت المحافظة الولائية للكشافة منتصف ديسمبر الماضي بالقرب من مقرها، على افتتاح مطعم خاص موجه لفئة المشردين، من أجل منحهم وجبات ساخنة كل مساء، بداية من الساعة الخامسة إلى التاسعة من كل يوم، فهذا المطعم يقدم حوالي 170 وجبة ساخنة يوميا، كما تقوم فرقة متنقلة بالتوجه مباشرة إلى هذه الفئة من خلال البحث عنها في مختلف الشوارع الوسطى العاصمة بداية من ساحة الشهداء ووصولا إلى ساحة أول ماي، فيقدمون لهم الوجبات الساخنة بالإضافة إلى بعض الألبسة والأغطية.. وللإشارة فإن الجمعية الوطنية للشبه الطبي، تصطحب معها العديد من الممرضين والأخصائيين النفسانيي، من أجل التكفل الميداني بهؤلاء المحرومين.. وحسب المحافظ الولائي للكشافة فإن هذه العملية التضامنية، مستمرة إلى غاية شهر افريل المقبل، أي عند انتهاء الحملة الشتوية. كما أكد رئيس الجمعية الوطنية للشبه الطبي، في حديثه مع (أخبار اليوم)، بأن هذه المبادرة الإنسانية تعد الثانية من نوعها، بعد المبادرة الأولى التي خاضتها الجمعية خلال سنة 2005، بإشراف وزارة التضامن، فهذا المطعم المفتوح مجانا أمام أفراد لا يملكون مأوى يلجؤون فيه وسط هذا الصقيع الذي يجتاح العاصمة، منذ أكثر من أسبوع، وفي هذا المطعم تجد هذه الفئة المأكل والمشرب وكذا الرعاية الصحية من خلال الفحص المجاني من طرف الطبيب والممرضة المتواجدين يوميا فيه. وحسب نفس المتحدث فإن المطعم يشهد إقبالا يوميا من طرف عشرات المشردين الباحثين عن لقمة ساخنة وملبس نظيف، كما توزع عليهم الأغطية، والتي تصل إلى 30 غطاء يوميا.. ولم يتوقف الأمر عند هذا المطعم فالجمعية تبادر إلى الخروج إلى الشارع بصفة يومية تجوب وسط العاصمة بداية من ساحة الشهداء إلى غاية حسين داي، للبحث عن فئة المشردين من أجل إطعامهم ومنحهم بعض الألبسة الأغطية، وذكر رئيس الجمعية أنهم يصادفون في الكثير من الأحيان أمهات تطالبن بألبسة وأغطية لأطفالهن الصغار المتواجدين في الشارع وسط البرد، وتكون في الغالب هذه الأغطية والألبسة ممنوحة للجمعية من طرف بعض المحسنين. وفي جانب آخر، خصصت المحافظة الولائية للكشافة بالعاصمة، احتفالات المولد النبوي لهذا العام لفئة المشردين والمحبوسين، من أجل نقل هذه الأجواء إلى فئة محرومة لأسباب ما من التمتع بهذه المناسبة وسط الأهل. وأكد المحافظ الولائي للكشافة بالعاصمة رشيد بوذينة، في اتصاله ب(أخبار اليوم)، بأن الكشافة حريصة على تقاليدها خاصة في مثل هذه المناسبات الدينية، من خلال بعث قيم التضامن وإيصال الفرحة لكل فئات المجتمع خاصة المحرومة منها.. وكالعادة كانت فئة المحبوسين من أهم الفئات التي استفادت من اهتمام الكشافة، من خلال تنظيم العديد من النشاطات التي تعيد بعض الأمل لهذه الفئة، ومحاولة إعادة إدماجها في الأجواء التي تعيشها باقي الفئات خارج أسوار السجن.. واحتفال المولد لهذه السنة كان بسجن الحراش، حيث سبقت هذا الاحتفال العديد من المسابقات الدينية والفكرية بين مجموعات من المساجين، سواء إناث أو ذكور، على مدار ثلاثة أيام بالإضافة إلى محاضرات قدمت خصيصا لهذه الفئة، وكان يوم الخميس موعد الحفل النهائي بتسلم الفائزين عدة جوائز قيمة نتيجة مشاركاتهم في المسابقات الفكرية والدينية التي نظمتها الكشافة طيلة الأيام الماضية.