* صاحبي لا يبالي بما يكسبه من بعض المال الذي يتخلله الحرام، فبماذا أنصحه؟ ** نوجُّه لصاحبك ومن يفعل مثله بعض النصائح عسى الله أن ينفعهم بها: الأولى: أنَّ أكل السحت والحرام قد يصل بصاحبه إلى النار، فقد روى أحمد والترمذي وحسّنه عن كعب بن عجرة، قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحمٌ نبت من سحت إلا كانت النار أولى به). الثانية: إنَّ دعاء آكل الحرام لا يُستجاب، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيُّها الناس إنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيُّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم). الثالثة: ظلمة قلب آكل الحرام وضيق صدره وانطفاء نور إيمانه؛ قال عمرو بن نجيد: (كان شاه الكرماني- رحمه الله- حادّ الفراسة لا يخطئ ويقول: من غضّ بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمَّر باطنه بدوام المراقبة وظاهره باتباع السنة وتعوَّد أكل الحلال، لم تخطىء فراسته) أ ه . والفراسة هي: نور يقذفه الله في قلب عبده يفرِّق به بين الحق والباطل والصادق والكاذب، فمن أسباب انطفاء هذا النور أكلُ الحرام أعاذنا الله وإياكم من ذلك. الرابعة: أن يتذكر وقوفه بين يدي ربه وحيداً فيسأله عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه. وليعدّ للسؤال جواباً صواباً ولا يكون ذلك إلا بالتوبة، وليحذر من التسويف والتأخير فلا يدري متى توافيه المنية.