قالت إنهم "يسرقون الثورة" بريطانيا تحذر من حكم الإسلاميين لسوريا مع تزايد الاحتمالات باتخاذ الاتحاد الأوربي قرارًا برفع حظر السلاح على المعارضة السورية في اجتماعه غدا الاثنين في بروكسل، أبدى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ قلقه من قيام حكم إسلامي في سوريا ما بعد الأسد. وذكر هيغ في كلمة ألقاها في لندن حول "مكافحة الإرهاب في الخارج" أن سوريا اليوم هي الوجهة الأولى للجهاديين في العالم، ومن بينهم أوربيون وبريطانيون، معربًا عن قلقه مما أسماه "سرقة الإسلاميين للثورة". وكانت الخارجية البريطانية قد أكدت في غير مناسبة أنها تتعامل بمنتهى الجدية مع تقارير عن وجود بريطانيين ضمن المسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون ضد نظام بشار الأسد، خصوصًا بعد حادثة خطف المصور الصحافي البريطاني جون كانتلي وزميله جيرون أورليمانيس، اللذين أكدا سماعهما للهجات بريطانية ضمن المجموعة الخاطفة بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وأضاف هيغ الذي تحدث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (روسي)، وهو مركز للدراسات العسكرية، أن هؤلاء الجهاديين قد لا يشكلون أي خطر علينا عندما يذهبون إلى سوريا، ولكن إذا ظلوا على قيد الحياة يمكن أن يعودوا مزوَّدين بأيديولوجية أكثر تصلبًا، وبخبرة في الأسلحة والمتفجرات. ومن المنتظر أن يعقد في بروكسل غداً الاثنين اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لتدارس المطلب البريطاني بتوريد أسلحة ومواد غير فتاكة مثل السترات الواقية من الرصاص ومعدات الاتصال للثوار. وعلى صعيد متصل، من المفترض أن تبدأ في 5 جوان المقبل محاكمة كل من جبير شودري وشاجول إسلام، بتهمة الضلوع في خطف المصورين اللذين كانا يغطيان النزاع السوري في جويلية من العام الفائت. ورفضت الخارجية البريطانية الكشف عن عدد الجهاديين البريطانيين في سوريا، لكن الناطق باسم الخارجية شدد على أن الحكومة البريطانية تأخذ على محمل الجد وجود عدد منهم ضمن صفوف المقاتلين الأجانب في سوريا، مضيفًا أن الخارجية تنصح بعدم السفر إلى سوريا، وأن أي شخص بمن فيهم الرعايا السوريون يعرضون أنفسهم للخطر، لاسيما أن الثوار السوريين أعلنوا بشكل صريح أنهم بحاجة إلى معونات ومساعدات وليس إلى مقاتلين. ميدانياً، سجلت اشتباكات فجر أمس السبت بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ويواصل مقاتلو المعارضة منذ أيام هجماتهم على مواقع للقوات النظامية في منطقة حلب، بهدف تحييد المطارات والحد بالتالي من قدرات الطيران الحربي السوري وغاراته. وقد تمكنوا من احراز تقدم في نقاط عدة، واستولوا على مراكز عسكرية وعلى مطار الجرَّاح العسكري. وفي محافظة حمص، تتعرض قرى محيطة بمدينة القصير، احد معاقل مقاتلي المعارضة في المحافظة، للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد وناشطين. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان "القصف شديد جدا ويتم براجمات الصواريخ والهاون والدبابات على القرى والمناطق المحيطة بالقصير بمعدل ست قذائف في الدقيقة الواحدة". وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، قال المرصد ان اشتباكات وقعت ليل الجمعة السبت "اثر هجوم نفذه مقاتلون من جبهة النصرة على منزل كان يتحصن فيه عناصر القوات النظامية في قرية قرب مدينة الشدادي، واسفرت عن مقتل "امير من جبهة النصرة ومصرع سبعة عناصر من القوات النظامية". وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 107 اشخاص الجمعة في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء البلاد.