عشرات الحالات بمستشفيات العاصمة الحساسية الموسمية تنتشر بين الجزائريين يعاني أغلبية المواطنين من مختلف الشرائح من حساسية الربيع نظرا للتقلبات الجوية التي تشهدها الأجواء الربيعية، التي تمتاز بعدم الاستقرار بين البرودة والحرارة وقطرات الأمطار، إلى جانب الرياح العابرة يوجد فئة لا تتحمل كل هذه التغيرات التي تحصل في اليوم الواحد لتنعكس بالسلب على صحتهم. استقبلت مختلف المصالح الاستشفائية خلال الآونة الأخيرة عددا كبيرا من المرضى الذين يعانون من الحساسية كمرض دائم تزداد حدته مع فصل الربيع نظرا للتغيرات الحاصلة يوميا، حيث يشهد هذا الفصل من السنة تسجيل عدد كبير من أعراض الحساسية المختلفة التي تحدث نتيجة عوامل متعددة منها المواد التي تستعمل يوميا داخل البيت تعد عوامل إضافية للإصابة بحساسية الربيع المزعجة. في هذا الشأن أفادنا بعض المواطنين المتواجدين بمستشفى مصطفى باشا الجامعي وبالضبط بمصلحة الأمراض التنفسية بالمعاناة اليومية التي يتجرعونها ومرارة المرض الذي تزداد حدته خلال هذا الموسم، ومنهم نجد السيدة (زهية) التي كانت رفقة ابنتها، حيث حدثتنا عن نفسها والمضايقات التي تتعرض لها من خلال قولها: (أكثر ما يزعج في الأمر خاصة عندما لا أستعمل الدواء الموصوف من قبل الطبيب تلك الدموع إلى جانب زيادة في إفراز المخاط من الأنف، حيث يرتبط ذلك بقدوم فصل الربيع، خاصة في حالة زيادة كمية غبار الطلع في الجو، ومن بين الأعراض الأخرى تظهر لدي الحكة في الجلد، إلى جانب التهاب بالعين الذي يصل إلى التهاب الملتحمة الشديد، غير أن أغلب الحالات التي تعرضت لها اقتصرت فيما يسمى بسيلان الأنف التحسسي ). حيث لا ينجو أحدٌ من هذه الحساسية والدليل على ذلك ما يتعرض له الأشخاص خلال هذه الأيام المعروفة بارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، ويزداد الأمر سوءا في المناطق التي تحتوي على أشجار ونباتات مزهرة التي تحتوي على غبار الطلع الذي يتدخل في إصابة العديد من المواطنين بحساسية الربيع التي يشكو منها العديد هذه الفترة، كما تسمى هذه الحساسية أيضا بحمى القش وتتسبب فيها مواد تسمى (مثيرات الحساسية) الموجودة عادة كما يقول البروفيسور(نافتي) بمصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في مواد البناء الحديثة الموجودة في بيوتنا مثل مواد الصباغة والخشب والصوف الموجود في الأفرشة والأغطية وحتى الملابس المستعملة التي يعلم الكثيرون أنها تسبب الحساسية لكنهم يستمرون في اقتنائها متجاهلين أضرارها على الجلد والجهاز التنفسي. غير أننا نلاحظ لدى بعض المواطنين من يستهزؤون بحالتهم خاصة إذا كانت الحساسية في بداياتها الأولى تظهر بها أعراض العطس وسيلان الأنف وأمام جهلهم بخطورة الوضع في حالة تفاقمها، حيث قد تتحول إلى التهاب حاد حسب ما جاء في حديث البروفيسور الذي أكد أن وبر الحيوانات وريش الطيور وحشرة الفراش، تعتبر مصدراً للإصابة بالحساسية طوال العام في الجزائر ولا يقتصر حدوثها على فصل الربيع، إلا أن هذا الفصل يتسبب في زيادة حدة الحساسية لدى بعض المرضى، بالإضافة لبعض المأكولات كاللبن والبيض المؤدية التي تؤدي إلى نوع موسمي من الحساسية. وأشار البروفيسور نافتي إلى أنه لا يوجد فرق بين الحساسية المستمرة والحساسية الموسمية سوى في الأسباب فقط، ولعل الفئة الأكثر تضررا نجد الأطفال الذين يتأثرون من حساسية النبات التي تؤدي إلى إفراز الجسم لبعض المواد كمادة الهيستامين المؤدية لزيادة إفرازات الأنف، ولها أعراض التهاب الجيوب الأنفية والتي قد تؤدي إلى مضاعفات كانسداد الحلق وضيق الأحبال الصوتية عند الأطفال، وقد يمتد الالتهاب إلى الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية والرئة محدثا صعوبة بالتنفس، لذلك ينصح الأهل بإبعاد الأطفال عن الأماكن المفتوحة وتهوية المنازل يومياً لمدة نصف ساعة ثم إغلاق النوافذ جيدا إلى غاية نهاية هذه الفترة لتجنب وقوع مشاكل صحية مفاجئة نحن في غنى عنها.