يسبب التدخين تآكل مركز الشبكية وهي حالة مرضية تصيب العين مسببة ضعف البصر والعمى وذلك من خلال تأثير التدخين المباشر على العين بما يحتويه من مواد سامة، وبسبب تأثير التدخين على صحة الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية). إن تدخين السجائر يسرع من عملية تكون سدادات تصلب الشرايين (تجمع من الكوليستيرول والدهون) على جدار الشرايين تقوم بإغلاق الشرايين تدريجيا مما يحد من تدفق الدم خلال الشرايين، كذلك النيكوتين وأول أكسيد الكربون الموجودين في دخان السجائر يمثلان أسبابا مهمة لفقد الشرايين لمرونتها. إن مركز الشبكية في العين له أقل مصدر للدم في الجسم يخدم مستقبلات الشبكية التي تمكنا من رؤية أدق التفاصيل بوضوح. لذلك فهو يتأثر بسرعة بسبب ضعف وانقطاع مصدر الدم عن مركز الشبكية حيث يحدث ذلك مبكرا وحتى قبل أن تتأثر وظائف الجسم الأخرى مسببة ضعفا تدريجيا في الإبصار. إن نمو أوعية دموية جديدة وتسرب الدم يمكن أن يتسبب في حدوث ندب في الشبكية وفقدان حاد بالبصر. إن متوسط السن الذي يحدث فيه تآكل بمركز الشبكية في أول عين هو في سن ال65 سنة. بينما تتأثر العين الأخرى بمعدل حوالي 12 بالمائة كل عام بعد هذا السن، وحوالي 60 بالمائة من المرضى المدخنين يصيبهم العمى تماما في سن ال70 عاما. التدخين ينافس الوزن الزائد على تقصير العمر حذر فريق من الباحثين في جامعة اوكسفورد البريطانية من أن البدانة المفرطة مضرة للصحة بشكل كبير، كالتدخين مدى الحياة، لأنها تقصر عمر الإنسان بنحو عقد من الزمن. وأفاد الباحثون أن البدانة العادية تؤثر أيضا سلبا إذ تقصر عمر الإنسان بثلاثة أعوام. ونشرت هذه الدراسة في مجلة لانست الطبية التي تشير إلى أن هذه المعلومات هي نتيجة لأبحاث أجريت على نحو مليون شخص من حول العالم. وفي بريطانيا يصنف ربع الراشدين في خانة البدناء حيث يتخطى مؤشر الوزن لديهم ال30 ويتم حساب هذا المؤشر بقسمة وزن الشخص محتسبا بالكيلوجرامات على مربع طوله محتسبا بالمتر. ويشار إلى أن ارتفاع مؤشر البدانة فوق شريحة ال20 إلى 25 يفاقم من إمكانية الموت المبكر حسبما أفادت الدراسة. أما البدانة المفرطة أي التي تتمثل بمؤشر يتراوح بين 40 و 50، فيعاني منها 2 بالمئة من السكان البريطانيين، وتتمثل نتيجتها بتقصير عمر هذه الشريحة من المجتمع بنحو 10 أعوام. أما البدانة المتوسطة أي التي يتراوح مؤشرها بين 30 و 39 والتي يعاني منها ربع عدد السكان البالغين في بريطانيا فتقصر حياتهم بنحو 3 أعوام. وعادة ما ترتبط البدانة بأخطار الإصابة بأمراض القلب والجلطات، وقلما ترتبط بالسرطان. ففي بريطانيا مثلا، فإن الوفيات في شريحة وسط العمر هي واحد من كل أربعة يتوفى نتيجة جلطة أو نوبة قلبية، وواحد بين كل 16 متوفي يفقد الحياة بسبب السرطان. وتفيد الدراسة بأنه من الأسهل للراشدين الحفاظ على وزنهم بدل زيادته ومن ثم فقدان الوزن الزائد. ويقول البروفسور بيتر ويسبرغ من (جمعية القلب البريطانية) اإنه يدعم هذه الدراسة والخلاصات التي توصلت إليها، ووصفها بالتي (تمثل الاثبات الأخير والأحدث للعلاقة بين الوزن الزائد وأمراض القلب كما تفيد بأن التدخين يؤذي بغض النظر عن الوزن). وأضاف البروفسور أن (على الجميع أن يسعوا إلى المحافظة على وزن صحي، ولكن الدراسة مهمة كذلك لأنها تلقي الضوء على أهمية التدابير الحكومية في مجال الصحة العامة، كالحملة العامة التي تنظمها الحكومة البريطانية الآن لحث الناس على تخفيف وزنهم). من جهته، قال الدكتور جاري ويتلوك الذي أشرف على الدراسة أنه (من الضروري أن يقوم الإنسان بمجهود إضافي عندما يشعر أنه أصبح بالغ البدانة أو أن وزنه زاد، لأنه إذا تمكن من السيطرة على وزنه قد يعيش أكثر). أما سارة هيوم الباحثة لدى مركز أبحاث الأمراض السرطانية في بريطانيا فقالت إن (الوزن الزائد والبدانة حتى المتوسطة منها بدأت تشكل مصدر قلق كبير في البلاد، فيمكن للإنسان أن يأكل أقل ويتحرك أكثر، لكن السبب الأساسي للوفيات من جراء السرطان يبقى التدخين، وأود أن أذكر أن الإقلاع عن التدخين ممكن).