يُلاحظ هذه الأيام عبر اغلب الأسواق والساحات العمومية استمرار بعض الشبان في عرض سلعهم الرمضانية على غرار الديول والحشائش والمطلوع واغتنموا في ذلك صيام البعض الست من شوال، مما انعكس عليهم إيجابا وأخّر عودتهم إلى قوقعة البطالة من جديد، ذلك الشبح الذي بات يطاردهم في أيام الإفطار، فأبوا إلا تأخير العودة إليه باستمرارهم في عرض سلعهم الرمضانية مغتنمين شهر شوال الذي يلتزم فيه الكثير من الجزائريين بصيام ست أيام منه تطبيقا للسنة المحمدية وأجرها العظيم. يبدو أن شهر رمضان المعظم عاد بالخير الوفير على بعض الشبان بعد أن أبعدهم قليلا عن الفراغ القاتل والبطالة المقنعة التي كانوا يعيشونها، وما إن انتهى الشهر حتى ذهبت بركته على البعض إلا أن البعض الآخر أبوا إلا مواصلة الدرب باستمرارهم في بيع بعض السلع التي يحتاجها المرء منا في رمضان على غرار الديول، الحشائش، الفلان... وكلهم يقين أن بعض الأسر ستستمر في اقتناء تلك المستلزمات بعد التعويل على صيام أيام الصابرين جماعة وذلك ما يحدث على مستوى اغلب الأسر، لكي تُضفى نكهة خاصة على الصيام بدل الصوم فرادى. لذلك اختار هؤلاء الشبان مواصلة تجارتهم الرمضانية على مستوى الأسواق الشعبية على نفس الريتم الذي تحلّوا به في رمضان، ما تجسده تلك الطاولات المصطفة على مستوى اغلب الأزقة والتي واصل فيها الشبان عرض مختلف السلع واسعة الاستهلاك في رمضان على غرار الديول، الحشائش، المطلوع إلى غيرها من المواد الأخرى التي استمر فيها شبابنا خلال الشهر واستمروا في عرضها حتى بعد انقضائه، كونهم حز في أنفسهم كثيرا العودة إلى قوقعة البطالة والفراغ الخانق. اقتربنا من بعضهم على مستوى بعض الأسواق والمراكز التجارية على مستوى العاصمة لمعرفة سر استمرارهم في عرض تلك السلع حتى بعد انقضاء الشهر الكريم، فقال كمال الذي كان يعرض الديول انه سوف يستمر في تجارته خلال كامل شهر شوال كون أن العديد من الأسر الجزائرية سوف تواصل الصوم وتبقى أجواء رمضان تلازمها حتما مما يدفعها على اقتناء مثل تلك السلع اللازمة في تحضير بعض الأطباق على غرار الديول كمادة أساسية في تحضير البوراك التي تأبى العديد من العائلات إلا الاستمرار في تحضيره خلال أيام الصابرين، وقال انه يشهد توافدا كثيفا من طرف المواطنين على سلعه، مما شجعه على مواصلة تجارته خلال كامل شهر شوال لاسيما وان هناك من يصوم أيام الصابرين مباشرة بعد عيد الفطر المبارك وهناك من يؤخرها لأيام عدة حتى يستعيد نشاطه وحيويته كون أن ذلك لا يؤثر في صيام ستة من شوال. أما زميله الذي كان يعرض شتى أنواع الحشائش المستعملة في الطبخ فقال انه عكف على الاستمرار في عرض خدماته على نفس الريتم الذي تميز به في رمضان المعظم بدليل الحركية الواسعة التي يشهدها السوق منذ الصباح الباكر طلبا للزبائن على السلع الرمضانية بحكم صيامهم، لذلك واصلنا نشاطاتنا التي تعود بالفائدة على الزبائن وعلينا، وأضاف انه يعزم على مواصلة تلك التجارة خلال كامل شهر شوال كونه يقترن بصيام أيام الصابرين، مما يؤكد حاجة أغلبية المواطنين لتلك المواد خاصة وان الكثير من الجزائريين يصومون ستا من شوال بالنظر إلى فضلها العظيم مما ساعدنا على الاستمرار في حرفتنا الرمضانية. ذلك ما يؤكد أن اغلب شبابنا ضاقوا ذرعا مما يتجرعونه وباتوا يلهثون وراء شتى السبل التي تقيهم من شبح البطالة ولو لفترات عابرة.