أيد مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية على الإنترنت التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية مقترحاً بإعادة بناء المسجد الحرام للتيسير والتوسعة على ملايين الحجاج والمعتمرين. وبحسب صحيفة "العرب" القطرية لم يؤيد المركز هدم الكعبة وإعادة بنائها من جديد؛ لأن الهدم لم يفعله النبي والصحابة من بعده. وجاء تأييد مركز الفتوى للمقترح في إجابة على سؤال تلقاه من أحد زوار موقع الشبكة الإسلامية على الإنترنت قال فيه: هل تؤيدون الفتوى التي ذكرها بعض العلماء بإعادة بناء المسجد الحرام بحيث يخصص قسم للرجال وقسم للنساء؛ تجنبا للاختلاط بين الجنسين؟ وأجاب مركز الفتوى على السائل قائلا:"ما تم طرحه من بعض المشايخ الكرام من أهمية إعادة بناء المسجد الحرام – وليس هدم الكعبة كما أشاعه بعض المتربصين بأهل العلم – له وجهة نظر فيما نرى، وهذه الفكرة تم طرحها لمعالجة عدة أمور وليس الاختلاط فحسب، فالمسجد الحرام ببنائه الحالي يضيق بالملايين من المصلين والحجاج والمعتمرين في الطواف والصلوات والمسعى لاسيما في أوقات المواسم، ومع هذه الأعداد الكبيرة يقع الناس في ضيق شديد وتحصل مفاسد كثيرة؛ بسبب الزحام الشديد كالاختلاط بصورة مشينة وكذا السرقة، ويضيع بعض الحجاج والمعتمرين لاسيما من كبار السن والنساء والأطفال بسبب شدة الزحام، وتضيق الأبواب عند الخروج والدخول إلى الحرم، وغير ذلك من الأمور المترتبة على شدة الزحام، والناس يطوفون داخل الأروقة ويحصل اختناق في تلك الأروقة؛ لأنها لم تبنَ ليطوف الناس فيها، فهي مضلعة، وأضلاعها ليست متوازية، وفي بعض الأمكنة منها يكاد الطائف أن يجعل الكعبة وراءه، وكذا قرب المسعى من المطاف في السطح أو الدور الثاني وما يترتب عليه من اختناق". وأضاف "السعي في تقليل تلك المفاسد أو إزالتها - ولو بإعادة بناء المسجد- لا مانع منه شرعا ما دام قد وُجد مقصدٌ صحيح، فقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم في إعادة بناء الكعبة نفسها قبل البعثة لمقصد صحيح وهو تجديدها وحمايتها من السراق بعد أن جاءها السيل، وأوشكت على السقوط، وسرق بعض اللصوص طيبَها، وقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بتوسيع مسجده الشريف على حساب البيوت الملاصقة له لمقصد صحيح وهو استيعاب عدد أكبر من المصلين". وقالت الفتوى "همَّ النبي صلى الله عليه وسلم بهدم الكعبة نفسها، لأجل مقصد صحيح وهو بناؤها على أساس إبراهيم، ولم يمنعه من ذلك إلا خشية افتتان الناس؛ لكونهم حديثي عهد بكفر وجاهلية، وعمر رضي الله عنه أخَّر المقام إلى مكانه الحالي لمقصد صحيح - بعد أن كان ملاصقا للكعبة- لتوسيع المطاف للطائفين، فإذا وُجد مقصد صحيح من إعادة بناء المسجد الحرام– ونؤكد ليس هدم الكعبة حتى نقطع الطريق على المتربصين – فلا مانع منه".