عن مركز الأصالة للدراسات نحن، الموقّعون أدناه، نرى من الضروري أن نبدي رأينا بشأن الوضع الرّاهن في مصر 56 حسب ما تمليه علينا ضمائرنا. نودّ في البداية أن نعبّر عن شعورنا بالصدمة الأليمة إثر سلسلة المجازر الفظيعة التي ترتكبها السلطات المصرية الحالية في حقّ حشود بريئة من المصريين أذنبت، من وجهة نظرها، لأنها أقدمت على إظهار موقفها ورفضها للانقلاب العسكري. إن هذه المجازر ليست سوى امتدادا للعنف المتمثّل في قلب حكم ذي مشروعية دستورية بالقوّة، لذلك فهي تنذر بمستقبل أسوأ. لا يتعلّق الأمر، بالنّسبة لنا، بتأييد حزب ضد آخر أو قسم من المجتمع المصري ضد آخر، إنما يتعلّق بموقف أخلاقي قبل كلّ شيء يقضي باحترام مبدأ غير قابل للمساس هو مبدأ السيادة الشعبية، أي احترام الديمقراطية وقواعدها. وعليه، نريد أن نؤكّد بأعلى أصواتنا على أنه لا يوجد سبب وجيه وقادر على تبرير إلغاء انتخابات شعبية مشروعة، ومن هذا المنطلق نعبّر عن حزننا على إضاعة بعض النخب العربية لاعتبارها وهي تقوم بمحاولة إيديولوجية لبناء مشروعية لحكم انقلابي، وحتى لإيجاد تفسير لجرائمه. إن تعلّقنا بالديمقراطية ناتج عن اقتناعنا بأنها الطريق الوحيد المؤدّي إلى تقدّم البلدان العربية ونهضتها وتماسك نسيجها الوطني. إننا مقتنعون بأن مشاكل البلدان العربية لا يمكن حلّها إلاّ بالحوار والتعامل السلمي البعيد عن أيّ عنف، لذلك ينتابنا قلق كبير من الخطر الداهم عبر الانقلاب، والذي يهدّد مصر بحرب أهلية. وإذ نطلب عودة المشروعية الديمقراطية والدستورية في مصر ونهاية القمع المسلّط على المعارضين للانقلاب واحترام حقّ التظاهر السلمي من أجل الآراء وتسليط الضوء على المذابح الأخيرة وسوء المعاملة والتعذيب، نطلب أيضا محاكمة مرتكبي هذه الأفعال. إننا نعتبر موقف الولايات المتّحدة والقوى الغربية الرئيسية من الانقلاب مناقضا لقواعد المجموعة الدولية التي تنص على عدم شرعية الانقلابات العسكرية، وهو بالتالي موقف قائم على الكيل بمكيالين وعلى الالتباس ولا يشرف مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تدعو إليها. وأخيرا نتوجّه بالنداء إلى الرأي العام العربي والعالمي من أجل التضامن مع النضالات الديمقراطية للشعب المصري. انضمّوا إلى هذا النداء: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته الإمضاءات الأولى د. جمال لعبيدي أستاذ بجامعة الجزائر 2، د. زبير عروس أستاذ بجامعة الجزائر 2، د. أحمد رضوان شرف الدين أستاذ بجامعة الجزائر 2، د. محمد هناد أستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، الجزائر، حميدة العياشي صحفي وكاتب، د. مصطفى نويصر أستاذ بجامعة الجزائر 2، د. محمد أرزقي مؤرّخ، د. خالد بن سماعين ناشط سياسي، د. فؤاد جمعي أستاذ بجامعة الجزائر 2، ا. سهيل الخالدي كاتب وصحفي، أحمد بن يغزر طالب في الدكتوراه جامعة الجزائر 2.