يغامرون بالأرواح للظفر بالمسافرين سباق ماراطوني لأصحاب حافلات النقل الخاص عراكات حامية بين السائقين يناهض الكل السرعة الفائقة التي يطلقها سائقو حافلات النقل الخاص بغاية تضخيم المداخيل والظفر بمسافرين، وتكون كل تلك الأهداف على حساب المغامرة بالأرواح ما تجسده السباقات الماراطونية المنطلقة عبر الطرق السريعة والتي صارت مشاهد يومية متكررة، ناهيك عن الصراعات الحامية والملاسنات بحيث يقف المسافرون في حيرة من أمر هؤلاء بعد أن جعلوا منهم صفقة مربحة لتجميع المال وأضحى نطاق النقل الخاص محاصرا بالكثير من العوائق التي انقلبت بالسلب على المسافرين المغلوبين على أمرهم في ظل انعدام البديل، بحيث يستنجدون بوسائل النقل الخاص بغية الوصول إلى مشاويرهم. تحوّلت محطات النقل الخاص إلى شبه حلبات للصراع فيما بين الناقلين وعادة ما ترسم بها مشاهد يندى لها الجبين يصطدم بها المسافرون وهم في حيرة خصوصا مع العراكات المندلعة فيما بين السائقين وكذا القابضين وعادة ما تصل الأمور إلى استعمال الأسلحة البيضاء والقضبان والعصي ويتولى بعض المسافرين مهمة فض النزاع خوفا من تطور الأمور وانقلابها سلبا عليهم، السبب وما فيه الظفر بأكبر عدد ممكن من المسافرين الذين حولوهم إلى مجرد أداة لملأ الجيوب دون أدنى اعتبار لكرامتهم وحفظ كبريائهم وضمان قطع مشوارهم بكل راحة وهدوء وتنتهي المأساة بانطلاق بعض الحافلات بسرعة البرق وكأنها في سباق لأجل الظفر بمسافرين وتجميع أكبر عدد ممكن عبر المحطات الثانوية، وتظهر تلك الحركات الاستعراضية عبر الطرق السريعة والتي تحمل في طياتها المخاطرة بالمسافرين ولم تسلم حتى الطرق السريعة من الملاسنات والعراكات عبر النوافذ، في الوقت الذي يحاول فيه أحد السائقين استباق الآخر في الرحلة المقطوعة مما قد يتسبب في حوادث مرورية خطيرة عبر الطرقات تكلف المسافرين حياتهم. وهي التصرفات التي أثارت حفيظة المسافرين الذين أصبحوا كالكرة التي يتم تراشقها هنا وهناك من طرف الناقلين الخواص، وكان هو تعبيرهم عبر المحطات التي زرناها لجمع بعض الآراء، بحيث بين أغلبهم المعاناة المريرة التي يتجرعونها عبر محطات النقل على غرار التماطل في الإقلاع وتلك العراكات الروتينية التي صارت تطبع محطات النقل الخاص والمندلعة بين الناقلين الخواص بسبب الظفر بالمسافرين الذي يتبعه تضخيم المداخيل طبعا. بحيث بين أغلب المسافرين مناهضتهم لتلك السلوكات السلبية التي تمس كرامتهم والتي تحولهم إلى أداة لتجميع المال، منهم أحد المواطنين الذي قال إن السيناريوهات الغريبة باتت تزعجهم حتى منها ما تغامر بحياتهم ما تفسره تلك السباقات الماراطونية المنطلقة عبر الطرقات السريعة والتي من الممكن جدا أن تودي بحياة المسافرين كل ذلك لأجل تضخيم المداخيل على حساب سلامة الركاب. أما سيدة أخرى فقالت إنها صارت لا تختار حافلات النقل الخاص في تنقلاتها بالنظر إلى رعبها وتفضل حافلات النقل العمومية اتوزا التي لا تستعمل السرعة في رحلاتها خصوصا وأن حافلات النقل الخاص كانت في الكثير من المرات سببا في حوادث كارثية سمعناها هنا وهناك. فيما أرجع الناقلون الخواص السبب إلى عدم احترام بعض أصحاب الحافلات لأدوارهم وتهافتهم على المسافرين في كل مرة مما يؤدي إلى إثارة تلك النزاعات.