أبدى تفاؤلا بمبادرة موسكو أوباما يهدد سوريا "بضربة محدودة" هدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيه "ضربة محدودة" في الزمان والمكان تهدف إلى شل قدرات النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي الذي قال إنه استخدمه في 21 من الشهر الماضي "ضد شعبه وأدى لمقتل أكثر من ألف إنسان". وفي خطابه الذي وجهه للشعب الأمريكي مساء أول أمس (بالتوقيت الأمريكي)، ركز أوباما على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب بذلك "جريمة ضد الإنسانية" باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، "الأمر الذي يذكر بعمل النازية التي واجهتها أوروبا في القرن الماضي". واعتبر أن الثورة في سوريا ضد حكم الأسد تحولت إلى حرب أهلية خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى إضافة إلى ملايين المشردين. وأضاف أن مجرى هذه الحرب قد تغير مع الهجوم الكيميائي "المثير للاشمئزاز" الذي نفذه نظام بشار الأسد مؤخرا، و"أظهرت بشاعته" الصور التي تم تداولها وأظهرت "مأساة إنسانية حقيقية". واعتبر أوباما أن استخدام هذا السلاح يشكل خطرا على أمن الولاياتالمتحدة وعلى أمن العالم. ولفت أوباما إلى أن المعلومات لدى بلاده تؤكد أن نظام الأسد مسؤول عن الهجمات الكيميائية، وأن هذا النظام قد قام بتوزيع أقنعة على جنوده قبل فترة من توجيه هجماته بالغازات المميتة، وأنه بعد استخدام هذا السلاح اكتظت المستشفيات بالقتلى والمصابين. وذكر أن اتخاذ إجراء حاسم ضد نظام الأسد سيحقق مصلحة أمريكية، حيث سيكون ذلك رادعا للأسد أو لغيره إذا ما فكر في استخدام السلاح الكيميائي مستقبلا. وأضاف أن توجيه ضربة للسلاح الكيميائي السوري سيحقق كذلك حماية لحلفاء الولاياتالمتحدة القريبين من سوريا كتركيا والأردن وإسرائيل. وأكد الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه على ترحيبه بأي حل دبلوماسي للمسألة، ولكن بضمانات دولية تؤدي للتخلص من السلاح الكيميائي السوري، مضيفا أنه في حال فشلت هذه الجهود فسيكون توجيه ضربة ضد النظام السوري ضروريا. وعن هذه الضربة المحتملة، حرص أوباما على التأكيد بأنها ستكون محدودة الزمان والمكان، وأن واشنطن لن تكرر ما قامت به في كل من العراق وأفغانستان، وأن الجنود الأمريكيين لن يتواجدوا على الأراضي السورية. وإزاء احتمال أن يشكل ضرب سوريا تهديدا للأمن الأمريكي، استبعد أوباما ذلك، واعتبر أن النظام السوري أقل من أن يشكل تهديدا للأمن الأمريكي. وقال إن الضربة الأمريكية لن تهدف إلى إسقاط النظام الحاكم في دمشق، ولكنها ستدمر السلاح الكيميائي في سوريا. وفي ختام خطابه حث أوباما الأمريكيين وأعضاء الكونغرس على مساندة القوات المسلحة الأمريكية لتوجيه عمل عسكري ضد سوريا. واشنطن: المبادرة الروسية كانت قيد البحث منذ أشهر وفي الموضوع ذاته، نفت الإدارة الأمريكية أن تكون وجدت بالصدفة في المبادرة الروسية وسيلة لتفادي مأزق الخيار العسكري ضد سوريا، مؤكدة أن مسألة ضمان أمن الأسلحة الكيميائية السورية كانت موضع بحث مع الروس منذ أشهر. وأعطى المسؤولون الأمريكيون انطباعا بأنهم تفاجأوا حين طرح وزير الخارجية جون كيري ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي في لندن، إمكانية تجنيب سوريا ضربة أمريكية إذا ما وضع النظام ترسانته الكيميائية تحت إشراف دولي، قبل أن يصف المتحدث باسمه هذا الطرح بأنه محض "خطابي". غير أن فكرة كيري أثارت خلال ساعات عاصفة من التعليقات وحصلت على الكثير من التأييد، وعلى الإثر أعلن الروس عن مبادرة سارع السوريون إلى تأييدها، تقضي بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية تمهيدا لإتلافها. ويتساءل المعلقون منذ ذلك الحين إن كانت تلك هفوة ارتكبها جون كيري أم مناورة متعمدة من إدارة أوباما لتفادي عملية تصويت تبدو صعبة في الكونغرس لإعطائها الضوء الأخضر لضرب سوريا.