الصلاة؛ وما أدراك ما الصلاة، فريضة محكمة، هي أحد أركان الإسلام الخمسة، افترضها الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في السماوات العلى، ووجوب أدائها ثابت بالكتاب والسنة ومعلوم للجميع، وقد تساهل في أدائها كثير من الناس لأعذار ما أنزل الله بها من سلطان، بل تركها بعضهم مطلقاً، نسأل الله العافية، وقد تنازع العلماء في حكم تاركها سلفاً وخلفاً إلا إن ما ذكره ابن القيم في كتابه القيم كتاب الصلاة وحكم تاركها، يستدعي التعجيل إلى التوبة. إن الصلاة ركن من أركان الإسلام ومبانيه العظام، التي من حافظ عليها حفظه الله في دينه، وأناله مغفرته ورضوانه، لكونها عمود الإسلام، والصلة بين العبد وبين ربّ الأنام، ومن فرّط فيها، قطع الصلة بينه وبين ربه، ولم يَقبل الله منه بدونها صرفاً ولا عدلاً. قال الله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238]، وقال تعالى عمّن فرط فيها: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:59]. وهذا تهديد شديد، ووعيد أكيد أن من ترك الصلاة فله في آخرته غيّ، وغيّ كما قال ابن مسعود وأبو أمامة رضي الله عنهما: (وادٍ في جهنم، بعيد القعر، خبيث الطعم، منتن الريح، يسيل فيه صديد وقيح أهل النار، أعده الله لمن ترك الصلاة). وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ. فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ. عَنِ الْمُجْرِمِينَ. مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر:38-47]. وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:4-5]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) (حديث متفق عليه). وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: (ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟)، قلت: بلى يا رسول الله. قال: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد) (أخرجه أحمد في مسنده برقم: [21008]، والترمذي في سننه كتاب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ما جاء في حرمة الصلاة برقم: [2541]). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيّ بن خلف) (أخرجه أحمد في مسنده برقم: [6288]، والدارمي، كتاب الرقاق باب: في المحافظة على الصلاة برقم: [2605]). وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) (أخرجه أحمد في مسنده برقم: [21929]، والترمذي في سننه كتاب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ما جاء في ترك الصلاة برقم: [2545]، والنسائي في سننه، كتاب الصلاة، باب: الحكم في تارك الصلاة برقم: [459]، وابن ماجة كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: ما جاء في ترك الصلاة برقم: [1069]). وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) (رواه مسلم كتاب الإيمان، باب: بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم: [116]). وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله) (رواه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة).