تعيش وحدات الحماية المدنية على وقع حالة طوارئ حقيقية، بسبب الاضطرابات الجوية الأخيرة التي خلفت خسائر محسوسة في عدة ولايات، بينما تشير توقعات مصالح الأرصاد الجوية إلى أن ما لا يقل عن 19 ولاية بينها الجزائر العاصمة مهددة، خلال الساعات القليلة القادمة، بفيضانات وعواصف قوية، يُحتمل أن تخلف خسائر مختلفة، الأمر الذي يستدعي التأهب واليقظة. وبعودة (أمطار الخير) إلى التساقط عبر ربوع التراب الوطني، يستبشر الفلاحون وعموم الجزائريين خيرا، ويأملون موسما فلاحيا طيبا، وفي المقابل تتجدد المخاوف المشروعة، من إمكانية أن تتسبب الأمطار الرعدية في فيضانات، وتؤدي إلى خسائر بشرية ومادية، خصوصا في ظل (البريكولاج) الذي بات سياسة محلية بامتياز، حيث اعتدنا أنه بعد كل تساقط للأمطار نعود لإحصاء الخسائر.. وجاء أمس الجمعة في النشرة الجوية الخاصة الصادرة عن مصالح الديوان الوطني للأرصاد الجوية أنه من المنتظر أن (تتساقط زخات من الأمطار الرعدية مرفوقة أحيانا برياح ابتداء من ظهيرة يوم الجمعة والليلة القادمة في عدة ولايات غرب ووسط البلد). أما الولايات المعنية بهذه النشرة الخاصة فهي: سيدي بلعباس- سعيدة- معسكر، غليزان- وهران- مستغانم- تيارت- الشلف- تيبازة- عين الدفلى- تسمسيلت- البليدة، المدية-البويرة- الجزائر العاصمة- بومرداس- تيزي وزو- بجاية وبرج بوعريريج. وحسب المصدر نفسه، فيُنتظر أن تبلغ كميات الأمطار محليا 30 مم أو تفوق خلال فترة صلاحية هذه النشرة التي تدوم صلاحيتها الى غاية منتصف نهار يوم السبت على الساعة السادسة مساء حسب نفس المصدر. وفي سياق ذي صلة، سجلت وحدات الحماية المدنية العديد من التدخلات على إثر التقلبات الجوية المتمثلة في التساقط الغزير للأمطار بالولايات الوسطى والشرقية من الوطن. وحسب حصيلة أوردتها أمس الجمعة مصالح الحماية المدنية، فإن هذه التدخلات مكنت من القيام بعملية امتصاص مياه الأمطار المتسربة إلى المنازل السكنية وبعض المؤسسات العمومية على مستوى ولايات الجزائر، بومرداس، تيبازة، جيجل، سكيكدة وعنابة. كما تم تسجيل بعض الإنهيارات على مستوى ولاية الجزائر تمثلت في انهيار مدرجات لبناية قديمة على مستوى بلدية القصبة وكذا سقوط جدار بالمكان المسمى شارع الزيتون ببلدية بئر خادم دون تسجيل خسائر في الأرواح البشرية. وبولاية جيجل، قامت وحدات الحماية المدنية بإجلاء 53 عائلة كإجراء وقائي من خطر انجراف التربة على مساكنها بالمكان المسمى زوينة ببلدية بوسيف بأولاد عسكر. من جانب آخر، سجلت وحدات الحماية المدنية في الفترة الممتدة من 13 الى 15 نوفمبر 18 حادث مرور تسبب في وفاة 22 شخصا وجرح 59 آخرين. وقد سجلت أثقل حصيلة على مستوى ولاية سيدي بلعباس بوفاة ستة أشخاص وجرح أربعة آخرين إثر اصطدام بين سيارتين على مستوى الطريق الوطني رقم 94 ببلدية مرين.