موقع للتواصل يجمع بين الحقيقة والأوهام يجمع موقع الفايسبوك كموقع اجتماعي الكثير من الأشخاص من مختلف بقاع العالم ويطمح الكل إلى مضاعفة الأصدقاء عبر الفايسبوك كونه أضحى مجالا فسيحا لمناقشة العديد من القضايا المطروحة على الساحة الدولية والمحلية في مختلف الجوانب على الراي العام، والجزائريون كغيرهم غاصوا في ذلك العالم الذي يحمل إيجابيات وسلبيات في آن واحد خصوصا مع بعض المواقع المشبوهة التي تشجع على الانحلال وانحراف السلوكات وتعاطي المخدرات وغيرها من الأمور الأخرى، نظير ذلك نجد صفحات مقومة للسلوك وتحمل شعارات ومعاني وأدعية وأحاديث نبوية شريفة تعلم مبادىء الدين الإسلامي الحنيف وتعمل على تقويم السلوكات. نسيمة خباجة فبقدر ما شكلت تلك الوسائل التكنولوجية نعمة عن طريق مسايرة الأحداث والبحث عن الحقيقة والدفاع عن قضايا إنسانية في كامل البقاع عن طريق تبادل الرؤى ووجهات النظر، بقدر ما كانت نقمة بسبب استعمالها السلبي من أجل التحريض وتزييف الحقيقة وحتى التشجيع على انحراف السلوك وزرع الفتن والنقمة على الوطن، تلك الأوجه السلبية دمرت الكثير من العقول فأضحى يستعمل الفايسبوك الشخص المتعلم الذي بلغ درجات من العلم والشخص غير المتعلم مما أدى إلى اختلاف وجهات النظر في مناقشة المواضيع، بحيث تسعى الطبقات المثقفة من خلال مشاركتها على توضيح المفاهيم والقضاء دوما على نظرات الشؤم التي يغرسها البعض في النفوس، لاسيما وأنه أصبح موقعا مؤثرا يجمع الملايين من الزوار بصفة يومية عبر بقاع العالم. صداقات تتسع لأكثر من 500 شخص أصبحت الأرقام القياسية المحققة من خلال ربط صداقات عبر الفايسبوك محل افتخار بين الجزائريين الذين أدمنوا على زيارة مواقع الفايسبوك من أجل الاطلاع على القضايا المطروحة سواء الدولية أو المحلية، وصارت زيارة الموقع تتم بطريقة روتينية بعد أن سكن ذلك الموقع عقولهم وأضحى كالدم الجاري في عروقهم، فيتبعهم في العمل وفي البيت وعبر مقاهي الأنترنت وغيرها بل حتى بحواسيبهم المحمولة مما أدى إلى ربط علاقات مع أشخاص عبر بقاع العالم. اقتربنا من بعض المواطنين للوقوف على صداقاتهم عبر موقع الفايسبوك وتعمدنا الاقتراب من مختلف الشرائح العمرية مراهقون وشباب وأوانس وسيدات فعبروا عن وجهات نظرهم. مروة 18 سنة تدرس بالثانوية قالت إنها أدمنت بالفعل على الفايسبوك وتقابل الكمبيوتر لساعات في اليوم للغوص في مختلف الأحداث والبحث عن أصدقاء جدد من الجنسين معا، إذ وصلت إلى 200 صديق وصديقة عبر الفايسبوك بعد أن فتحت صفحتها منذ عام تقريبا وتواصل من أجل البحث عن أصدقاء جدد. أما فريد طالب جامعي فعبر بالقول إن دوافع إقباله على فتح صفحة في الفايسبوك للوقوف على آخر التطورات العلمية في ميادين شتى لاسيما وأن تخصصه في الجامعة هو علمي وبذلك يتصل ببعض الطلبة من الجزائر ومن دول أجنبية بغية تبادل الأفكار العلمية، أما غير ذلك فلا يهمه من مواضيع ونقاشات لاسيما وأن بعض المواضيع المطروحة هي فارغة وتساعد على التحريض وغرس بعض الأفكار السوداوية، وأضاف أن عدد أصدقائه هو قليل لا يفوق 10 أصدقاء ولا يرغب في ربط صداقات أخرى ويحتار كثيرا لمن يربطون الكثير من الصداقات لأغراض متنوعة قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية. وفي آراء أخرى جمعناها وجدنا أن هناك من صارت صداقاته محل افتخار ومنافسة مع أقرانه لاسيما بعض المراهقين الذين وصلت صداقاتهم التي يربطوها إلى ضم أكثر من 500 شخص ويسعون إلى المزيد لنوايا متنوعة. بين الهجرة والعمل والزواج الفايسبوك صار الوسيلة الأولى لربط علاقات تعارف قد تكون نتيجتها الهجرة إلى الضفة الأخرى والظفر بفرص عمل ثمينة وكذلك ربط علاقات تكون نهايتها الزواج ومختلف المشاريع الأخرى، فبالفعل صار مطمعا لتحقيق بعض الأحلام الوردية وابتعد البعض عن قوارب الموت واختاروا التكنولوجيا العالية في تحقيق أحلامهم بحثا عن الهجرة والعمل وغيرها من الأهداف، وصارت حتى الفتيات يستعملنه كموقع تعارف مع الجنس الآخر وربط علاقات قد تكون نهايتها الزواج، بحيث كان موقع الفايسبوك فرصة أخرى لهم لتحقيق مطامعهم وأحلامهم المتمحورة حول تحسين الواقع المعاش والطموح إلى غد أفضل قد يكون سببه لحظة تعارف بسيطة أوصلت البعض إلى الضفة الأخرى والبعض الآخر إلى مشاريع عمل مزدهرة وآخرون إلى فتح بيوت في الحلال. فهب الكل إلى فتح صفحات عبر الفايس بوك طمعا في تحقيق أحلامهم المؤجلة وتعجيل أجلها، وفعلا كان لهم البعض من ذلك منهم الآنسة فريال التي قالت إن موقع الفايسبوك كان بشرى خير لها، إذ حصلت على وظيفة بعد أن زارت إحدى مواقع التوظيف وقدمت خبرتها وكافة الإجراءات الأخرى وهي تعمل في اختصاصها الآن منذ سنتين تقريبا. وجعل البعض الآخر من الفايسبوك مطمعا للهجرة عن طريق ربط علاقات تعارف مع مهاجرين وحتى رعايا أجانب بغرض الهروب إلى الضفة الأخرى واستعمال وسيلة حضارية في تحقيق الهدف بدل قوارب الموت، إلا أن هناك من فلحت محاولاتهم وهناك من فشلوا، لكنهم بصموا على مواصلة الدرب والاستمرار في البحث هنا وهناك لتحقيق آمالهم ما وراء البحار. من دون أن ننسى بعض المنتميات إلى الجنس الآخر اللواتي طمحن إلى الظفر بعريس الغفلة، وحتى بعض الرجال الذين هبوا إلى البحث عن شريكات العمر عبر موقع الفايسبوك الذي أوكلت له العديد من المهام على الرغم من الشكوك التي تحوم حوله من طرف البعض الآخر، وهو ما سنفتح به المجال لمناقشة الفكرة الموالية. عالم وهمي يبعد عن الحقيقة رغم تغلغل الكثيرين في عالم الفايسبوك وجعله واقعا هناك الكثيرون ممن يبتعدون عنه ويروه أنه عالم وهمي افتراضي يبعد عن الحقيقة يستعمله البعض للعبث بعقول الآخرين والتأثير عليهم، إذ يتخذ في الكثير من المرات مناح سلبية تؤثر على إيجابياته المتعددة إذ لا ننفي إيجابياته لكن البعض يبتعدون عن الحقيقة ولا يكشفون إلا عن مزاياهم الحسنة ويخلطون المعلومات التي لا تكون صحيحة بدليل بعض الأسماء الغريبة التي تتخذ أسماء أشياء متنوعة، وأخرى لا معنى لها، من دون أن ننسى اتخاذ بعض أسماء الشخصيات المعروفة التي قد يتأثر بها مالك الصفحة بحيث ينتحل صفة أخرى ويظهر بها على الموقع، كل تلك الأمور تبعد المصداقية على موقع الفايسبوك، وهناك الكثيرون ممن لا يؤمنون به ويبتعدون حتى على التغلغل في تفاصيله ويرون أنه عالم يبعد عن الحقيقة ويقترب أكثر إلى الخيال. السيد سليم موظف قال إنه لا يؤمن بذلك الموقع ولم يفتح صفحة عبره على الرغم من تغلغل كافة أصدقائه في ذلك العالم الذي يراه مجهولا ومبنيا على التزييف بعيدا عن الحقيقة، والكذب على عقول الناس، وقال إنه يشك في الصداقات المربوطة عبر الفايس بوك بالنظر إلى عدم ظهور الكثيرين بأسمائهم الحقيقية واستبدال معلوماتهم الشخصية، كل تلك الجوانب أبعدته عن ذلك الموقع كونه إنسانا واقعيا يعيش الحقيقة ويبعد عن الخيال والسراب. أما الآنسة منال فقالت إن الصداقة لا تكون عبر موقع الفايس بوك بل الصداقة الحقيقية تكون بين شخصين يعرفان جيدا بعضهما البعض بسبب الدراسة أو الترعرع في نفس الحي وغيرها، وتبقى تلك الطرق التقليدية هي الناجعة في تكوين صداقات حقيقية. صفحات تقذف وتمس بحقوق الآخرين وتمادى البعض حتى إلى التعدي على حقوق وحريات الآخرين عبر موقع الفايسبوك باتخاذ أسماء شخصيات معروفة والنطق بلسانها عن غير حق، مما يستوجب توضيح من طرف الأشخاص الأصليين لاسيما المعروفة منها على غرار رجال الإعلام وحتى شخصيات سياسية لم تسلم من تلك المظاهر السلبية التي عابت التكنولوجيا وللأسف، ولولا مناقشة جانب لبعض القضايا الراهنة في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وتحليلها من طرف النخبة والطبقة المثقفة لانحصر دور الفايسبوك في التفاهة واللعب على عقول الناس وتحريضهم وزرع نقمتهم على مجتمعاتهم مثلما تفعله بعض الأيادي الخفية حاليا حتى انحاز الهدف الإيجابي عن مجراه الأصلي وصارت العشوائية والخلط ميزة لبعض الصفحات التي مست بحقوق الآخرين بالنظر إلى استعصاء الوصول إلى هؤلاء المذنبين المتعدين على سمعة الغير، من دون أن ننسى انتحال صفات الغير عبر الفايسبوك على الرغم من أنها جريمة معاقب عليها قانونا.