ذكر بروفيسور إسرائيلي في جامعة "حيفا" ان نسبة اليهود بين سكان اسرائيل تتضاءل باستمرار، رغم تدفق حوالي مليون مهاجر اليها على مدى العقدين الفائتين، محذرا من اقتراب نهاية "الكيان اليهودي" في الشرق الاوسط. واشارت صحيفة "القدس" الفلسطينية ان تصريحات البروفيسور الفخري عرنون صوفر جاءت في مقال بصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية تعقيبا على ما كانت هذه الصحيفة قد نشرته للمحلل موشيه آرينز الشهر الماضي الذي تناول احصائيات المكتب المركزي الاسرائيلي عن تعداد اليهود والذي اعتبر أرينز انها تبعث على الاهتمام. وقال صوفر انه فيما يتعلق باليهود داخل اسرائيل فانهم يمثلون 75.5 في المئة من السكان، وكانت تلك النسبة تصل الى 79.2 في العام 1998 والى نسبة 81.7 في العام 1988. وبكلمة اخرى، فان نسبة اليهود بين سكان اسرائيل تتضاءل باستمرار، رغم تدفق حوالي مليون مهاجر اليها على مدى العقدين الفائتين. واشار الى ان مكتب الاحصاء الاسرائيلي يهتم بالبيانات داخل الخط الاخضر "اي اسرائيل" والبيانات المتعلقة باليهود فيما يسميه يهودا والسامره "اي الضفة الغربية". اما فيما يتعلق بالفلسطينيين في الاراضي المحتلة فان "علينا ان نبحث عن شئونهم في موقع آخر". ووفقا للتكهنات، فان نسبة اليهود ستنخفض في العام 2015 الى 73.5 في المئة والى 70.6 في المئة بحلول العام 2025. لكن تلك النسبة سترتفع قليلا في العام 2030 لاول مرة، بحيث تصل النسبة الى 72 في المئة. ويمضي البروفيسور صوفر قائلا: اذا اضفنا الى هذه البيانات الصعبة عدد العمال الاجانب والمهاجرين من افريقيا والسواح الذين لم يعودوا الى موطنهم والفلسطينيين الذين دخلوا ولم يعودوا من حيث جاءوا، فان نسبة اليهود تنخفض الى 70 في المئة من سكان اسرائيل. ويخلص من ذلك الى القول انها صورة مؤلمة. ويقول ايضا ان ارينز امضى الاشهر الماضية وهو يدعو الى ضم يهودا والسامر "التعبير اليهودي عن مناطق الضفة الغربية" الى اسرائيل. "فذلك من وجهة نظره الطريق الى منع قيام دولتين فوق هذه المساحة الضيقة". ولكن ذلك بطبيعة الحال يحمل معه مشكلة ديمغرافية خطيرة. ولتحاشي ذلك قام ارينز بالحصول على بيانات فريق امريكي، جعل بامكانه ان يحسب عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وعدد الذين غادروا والذين سيغادرون ارض اسرائيل في المستقبل. واشار الى انه تابع عدد المواليد والوفيات واكد "علميا" ان 1.5 مليون نسمة فقط يعيشون في الضفة الغربية. واذا خصمنا من هذا العدد مليون فلسطيني بشكل عام، فان اليهود سيمثلون اغلبية في ارض اسرائيل. الا ان البروفيسور صوفر يقول في هذا الشأن، انه لا يعتمد على الفرق الامريكية، ولذا فإنه بدلاً من ذلك توجه الى رئيس الادارة المدنية في الجيش الاسرائيلي الذي افاد ان هناك في الوقت الحاضر حوالي 2.6 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية، وان ما يقارب 1.5 مليون نسمة يعيشون في غزة. ويشرح موقفه بالقول ان كل من لا يعتمد على بيانات الجيش الاسرائيلي يستطيع الحصول على بيانات مكتب الاحصاء الفلسطيني الذي اجرى اخر احصاء رسمي للسكان في العام 2007 باشراف مندوبين عن الحكومة النرويجية. وتقارب ارقامهم تلك التي اوردها الجيش الاسرائيلي "بعد استبعاد سكان القدس الذين اجرى مكتب الاحصاء الاسرائيلي تعدادهم". وفي كلتا الحالتين يتبين انه في حال عدم ادراج عدد الفلسطينيين في غزة او المقيمين الاجانب، فان اليهود يمثلون 59 في المئة من اجمالي السكان في الاراضي الاسرائيلية. وفي مثل هذه الحالة فان عدد اليهود اقل من عدد الفلسطينيين. ولما انه ليس هناك اي خيار، كما يقول صوفر، من التعامل مع التكهنات على مدى العقد او العقدين المقبلين، فانه يتبين انه بحلول ذلك الموعد سينخفض عدد السكان اليهود الى 42 في المئة. ويرى البروفيسور الاسرائيلي ان ذلك يعني نهاية الكيان اليهودي في الشرق الاوسط. ويشدد على انه ليس بالامكان اغفال الفلسطينيين في الضفة الغربية "فهم موجودون هناك".