أرجأت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف أمير كتيبة الموقّعين بالدماء مختار بلمختار، المعروف باسم (لعور)، إلى الدورة الجنائية المقبلة بسبب غياب دفاع المتّهم المتابع رفقته بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة تنشط داخل وخارج الوطن وإعادة طبع ونشر الوثائق والتسجيلات والمطبوعات التي تشيد بلأعمال الإرهابية على خلفية إنشائه لموقع إلكتروني لتنظيم القاعدة. وقائع الملف تعود إلى سنة 2011، في إطار عملية البحث والتحرّي حول شبكات الدعم والإسناد للجماعات الإرهابية النّاشطة في الوسط من طرف مصالح الأمن العسكري، حيث تمّ التوصّل إلى أن أمير كتيبة الموقّعين بالدماء مختار بالمختار المكنّى ب (خالد أبي العبّاس) لجأ إلى طالب جامعي من العاصمة لتأسيس موقع على شبكة الأنترنت لصالح تنظيم القاعدة في دول الساحل، ويتعلّق الأمر بالمدعو (ب. إسلام). حيث تبيّن أن هذا الأخير قام بإنشاء الموقع وتحميل فيديوهات ومطبوعات تشيد بالأعمال الإرهابية التي قام بها (لعور) وجماعته، إلى جانب صور وفيديوهات التفجيرات التي شهدتها الجزائر وأوروبا. وقد كان المتّهم حسب محاضر الضبطية القضائية قد التقى ب (خالد أبي العبّاس) عن طريق عنصر إرهابي مبحوث عنه واقترح عليه إنشاء موقع إلكتروني باعتبار أنه تقني في الإعلام الآلي وعرض عليه مقابل ذلك مبلغا ماليا معتبرا. تجدر الإشارة إلى أن بلمختار سبق وأن توبع في عدّة قضايا جنائية خلال الدورات السابقة وأدين غيابيا بالإعدام، كما أنه انشقّ عن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال رفقة عبد الرزاق البارا قبل أن ينشقّ عنه هذا الأخير ليؤسّس بلمختار كتيبة الملثّمين ثمّ كتيبة الموقّعين بالدماء التي تنشط على الحدود الجزائريةالمالية والحدود الليبية، والتي كانت وراء العمليات الإرهابية التي شهدتها قاعدة تيفنتورين مطلع السنة الماضية، إلى جانب العمليات الإرهابية التي استهدفت شمال مالي ومنطقة الدبداب، كما أشرف شهر ماي المنصرم على التخطيط لعملية التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا قاعدة عسكرية في شمال النيجر، كما استهدفت إحداهما شركة (آريفا الفرنسية).