استنفد أمير الصحراء، الإرهابي مختار بلمختار، آخر فرصة تضعه على خريطة تنظيم القاعدة الدولي، وبث فيديو جديدا في محاولة لإقناع زعمائه بوجوده كقائد في الساحل، ملوحا بقدرته على قيادة هجوم على طريقة قاعدة أفغانستان في قلب الصحراء الجزائرية، وربما استهداف مواقع حساسة تمكنه من اعتلاء سلم التنظيم بعدما فقد هيبته في عملية تيغنتورين، التي قال إنها تمت بتنفيذ أربعة عناصر، مصريين وتونسيين. كشف أمس، شريط مصور لكتيبة ”الموقعون بالدماء” التي اندمجت مؤخرا مع حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، تحت تسمية ”المرابطون”، عن أسماء أربعة إرهابيين قاموا بعلمية إن أميناس بإيليزي، ويتعلق الأمر بتونسيين ومصريين. ويستعرض الشريط المصور الذي حصلت عليه وكالة نواكشوط للأنباء الموريتانية على نسخة حصرية منه، وتبلغ مدته 51 دقيقة، بعض عمليات كتيبة ”الملثمون” خلال الأشهر الماضية، التي نفذتها بالتعاون مع جماعة ”التوحيد والجهاد”. وأظهر الشريط بعض مظاهر سيطرة الجماعات الإرهابية على مدينة غاو، وبعض مناطق إقليم أزواد، وكذلك بعض المشاهد من المواجهات الدامية التي وقعت بين كتيبة ”الملثمون” وجماعة ”التوحيد والجهاد” من جهة، والحركة الوطنية لتحرير أزواد من جهة أخرى، في مدينة غاو منتصف عام 2012، ونتائج المعارك في بلدتي ”كونا” و”جبالي” وسط مالي، وما قال إنها عملية تفجير عربة فرنسية شمال مدينة غاو، خلال شهر رمضان الماضي، وكذا انسحاب الجماعات الإسلامية من المدن. وظهر في شريط الفيديو، حسب ذات المصدر، أمير كتيبة ”الملثمون” مختار بلمختار، الملقب ب”الأعور”، وهو يشارك في تدريب الجماعة الإرهابية، كما تظهر في الشريط صور تجمع كلا من عبد الحميد أبو زيد، الذي قضت عليه القوات الفرنسية بشمال مالي، مع بلمختار، ويتحدث فيه الأخير عن معرفته بأبي زيد وعلاقته به، كما ظهر عناصر المجموعتين اللتين نفذتا عمليتي إن أميناس في الجزائر خلال شهر جانفي عام 2013، وآغاديز وآرليت في النيجر في ماي 2013، خلال تدريبات في الصحراء على تنفيذ العمليتين وهما تتدربان، كما يتحدث الانتحارييون عن انطباعاتهم وتحضيراتهم قبل التنفيذ. فبالنسبة للمجموعة التي نفذت عملية إن أميناس في جنوب البلاد، يظهر عدد من الانتحاريين في الفيديو بينهم كل من ”أبو هاجر المصري”، و”البتار المصري”، و”عزام التونسي”، و”أنيس التونسي”، بينما يظهر من المجموعة التي نفذت عملية آغاديز وآرليت في النيجر، كل من ”ابراهيم الطارقي”، و”بوبكر ولد محمد الحسن” المكنى ”جعفر الصحراوي”، و”محمد المحظي” الملقب ب”فاروق التونسي”، و”أسامة عكار” المدعو ”مهند التونسي”، و”محمد الهاشمي عبد المجيد” المكنى ”أبو عبد الله السوداني”، و”منتصر المغربي”، و”سلمان الصحراوي”، و”خبيب الأنصاري الطارقي”، و”جعفر الأنصاري الطارقي”، و”كمال عبد الله” المكنى ”أبو علي النيجري”. كما يظهر في الشريط مختار بلمختار في عدة مشاهد في الصحراء، بعضها أثناء توديع منفذي عملية النيجر، وبعضها أثناء مشاركته تدريبهم، كما يظهر وهو يتحدث إليهم ويعطيهم التعليمات الأخيرة قبل التنفيذ، وفي الشريط تظهر السيارتان المفخختان اللتان استهدفت إحداهما أكاديمية عسكرية للجيش النيجري في آغاديز، والثانية استهدفت مجمعا لاستخراج اليورانيوم تابعا لشركة آريفا الفرنسية في مدينة آرليت شمال النيجر، إضافة إلى مخططات تقريبية للأهداف وطرق تنفيذ العملية، ويتحدث في الفيلم بعض الانتحاريون قبل ساعات من تنفيذ العملية. ويتضمن الفيلم مقاطع لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وإياد غالي وبعض قادة الجماعات الإسلامية المسلحة، ويستعرض عددا من عناصر جماعة ”الملثمون” الذين قتلوا في أزواد، ومن بينهم ”زياد الصفاقسي التونسي” الذي قتل في غاو، و”أبو العبد التونسي” و”أبو المنذر المصري” اللذين قتلا في مدينة تمبكتو، و”القعقاع والمختار” الأزواديين اللذين قتلا في غاو.