ألقت السلطات الصينية القبض على الأكاديمي الأويغوري، بروفيسور الاقتصاد، (إلهام توهتي)، من منزله في بكين، للاشتباه في انتهاكه للقوانين، دون الإعلان عن تفاصيل متعلقة بطبيعة الجرم الذي ارتكبه. وقامت قوة من حوالي 30 رجل شرطة، بإلقاء القبض على توهتي من منزله في بكين الجمعة الأخيرة، كما تمت مصادرة جهاز الكومبيوتر الخاص به، وهاتفه المحمول وعدد من مقالاته. ولا يعرف حتى الآن مكان احتجاز توهتي. وتم الإعلان عن أن السلطات المختصة تقوم بالتعامل مع الموضوع في إطار القانون. ويعرف عن توهتي انتقاده لسياسات بكين تجاه إقليم سينجان- أويغور للحكم الذاتي (تركستان الشرقية)، التي يطلق عليها سياسة (الاستقرار الاجتماعي والسلام المجتمعي). وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على البروفيسور البالغ من العمر 45 عاماً عدة مرات، ومن ثم أُطلق سراحه. يذكر أن سكان إقليم تركستان الشرقية ذي الغالبية المسلمة، والذي تطلق عليه الصين اسم (سينجان)، يطالبون بالاستقلال عن الصين، التي احتلت بلادهم قبل 64 عاما. وشهد الإقليم، الذي تعتبره الصين ذو قيمة إستراتيجية هامة، أعمال عنف دامية منذ عام 2009 في عاصمة الإقليم شأورومجيص، قتل فيها حوالي 200 شخص، وذلك حسب الأرقام الرسمية. ومنذ ذلك التاريخ قامت القوات الصينية بنشر قواتها المسلحة في المنطقة، التي ارتفعت فيها حدة التوتر بين قوميتي (الهان) الصينية و(الأويغور) التركية، على الأخص في مدن أورومجيص و(كاشغر) و(ختن) و(طورفان) التي يشكل فيها الأتراك غالبية السكان. إلى ذلك انتقدت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجماعة حقوقية دولية اعتقال الصين لعالم من عرقية الويغور منتقد للحكومة. وقال ماركوس ادرر، مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى الصين، إن الاتحاد الأوروبي (يطلب معرفة الاتهامات الموجهة إلى ألهام توهتي واطلاع عائلته على مكانه). وأضاف ادرر للصحافيين عندما سئل بشأن اعتقال توهتي ووالدته في منزله ببكين أن الاتحاد الأوروبي يريد من الصين أن (توضح الاتهامات وفي حال عدم اثبات الاتهامات، تطلق سراحه). وقال مؤتمر الويغور ومقره ميونيخ إنه يدين بشدة الاحتجاز التعسفي لتوهتي ودعا إلى إطلاق سراحه على الفور. وقالت رابية قدير، رئيسة المجموعة الموجودة بأمريكا:(باعتباره ناشطا سلميا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا على الأنترنت، لم يكن يشكل أي تهديد للدولة الصينية، إلا أنه وجد نفسه محتجزا بشكل تعسفي). وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن واشنطن (قلقة للغاية) جراء التقارير التي تفيد باحتجاز الشرطة لتوهتي وستة على الأقل من طلابه في بكين. يشار إلى أن توهتي أستاذ اقتصاد في جامعة القوميات المركزية في بكين. كما يدير موقع (اويغوربيز كوم) الإلكتروني.