ما هي الأعمال التي تزيد البركة في الرزق؟ فنحن نتصدق دائماً والحمد لله وندفع الزكاة.. ولكن لاحظنا في هذه السنة أن هناك شيئاً غريباً يحدث؛ فهناك مصروفات لم تكن أبداً تظهر من قبل، فهل هذا يعني عدم البركة في الرزق؟ - قول تبارك وتعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" الأعراف:66. ومن الأسباب التي يوسع الله بسببها في الرزق بل يبارك بسببها في الأعمار صلة الأرحام؛ فإن صلتها نعمة من الله ورحمة يرحم الله بها عباده، ففي صحيح ابن حبان عن ابن شهاب، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن ينسأ له في أجله، ويبسط له في رزقه، فليصل رحمه". ومن أسباب البركة في الرزق التصدق والإنفاق في سبيل الله، فمن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن فرج كربة المكروب فرج الله كربته في الدنيا والآخرة، وما من يوم تصبح فيه إلا وملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً. ومن الأسباب التي يبارك الله بها في الأرزاق، وفي أحوال الإنسان العمل والكسب الطيب، والتعفف عن المسألة، فمن سأل الناس تكثراً جاء يوم القيامة وليس على وجهه مزعة لحم والعياذ بالله. ومنها أيضاً الدعاء والالتجاء إلى الله جل وعلا، فهو الملاذ وهو المعاذ عند ضيق الرزق وعظم الهم والغم وكثرة الدين، دخل النبي يوماً إلى مسجده المبارك فنظر إلى أحد أصحابه، فوجده وحيداً فريداً ونظر إلى وجه ذلك الصحابي فرأى فيه علامات الهم والغم رآه جالساً في مسجده في ساعة ليست بساعة صلاة فدنا منه الحليم الرحيم صلوات الله وسلامه عليه، وكان لأصحابه أبر وأكرم من الأب لأبنائه، وقف عليه رسول الهدى فقال: "يا أبا أمامة ما الذي أجلسك في المسجد في هذه الساعة؟" قال: يا رسول الله، هموم أصابتني وديون غلبتني أصابني الهم وغلبني الدين الذي هو همّ الليل وذل النهار فقال: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك ألا أدلك على كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وأمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" قال: فقلتهن فأذهب الله همي وقضى ديني. تلك بعض الأسباب التي تؤدي إلى نزول البركة في الرزق وعلى من يأخذ بها أو ببعضها ولا يجد تلك البركة أن يراجع نفسه ويحاسبها حتى يعرف مكمن الخلل؛ فيتحقق من طيب الكسب فالله طيب لا يقبل إلا طيباً؛ ويتحقق من نيته عند التصدق فإنما الأعمال بالنيات، والله تعالى أعلم.