قال جمال منّاد مدرّب شبيبة بجاية إن الضغط الذي يعيشه فريقه في هذه المرحلة من بداية البطولة الاحترافية، والذي فرضه بعض المسيّرين على اللاّعبين قد يؤثّر سلبا على عناصر مجموعته، الأمر الذي يمكن أن يخلط أوراقهم رغم تواجدهم في صحّة جيّدة، وقد أظهروا قدراتهم القتالية في المواجهتين الماضيتين، ويدعو بعض المسيّرين إلى الكفّ عن تصرّفاتهم وعدم تدخّلهم في شؤون الفريق لأن الأمور التقنية لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، فهو الوحيد الذي يمكنه أن يتحدّث عن أهداف الفريق، ممّا قد يخلط أوراقهم في مختلف المباراة التي يلعبونها في نهاية كلّ أسبوع· وعليه، أكّد محدّثنا أنه لا يمكن الحكم مسبقا على فريقه بالفشل بعد انهزامه في الجولة الثانية من البطولة الاحترافية أمام اتحاد عنابة· - كيف هي أحوال شبيبة بجاية بعد إجراء جولتين من البطولة؟ -- فريقنا يوجد في الطريق السليم، بحيث دخل البطولة الاحترافية بقوّة وتمكّن من تسجيل أوّل انتصار له أم جمعية الشلف، فيما سجّل انهزاما مفاجئا في المباراة الثانية التي جمعته الجمعة الماضية في عنابة أمام الاتحاد المحلّي في مواجهة كانت صعبة للغاية على الفريقين· - ألا ترى أن انهزامكم الأخير أمام اتحاد عنابة أخلط أوراقكم؟ -- أوّلا، المقابلة كانت متوسّطة على العموم وفريقي لم يظهر بوجهه الحقيقي لعدّة أسباب، وهو ما سمح للفريق المحلّي بتحقيق فوز أعتبره منطقيا إلى أبعد الحدود، و هذا دون الحديث عن الأمور الأخرى التي أثّرت على اللاّعبين، منها خاصّة الرّحلة الشاقّة بالحافلة التي قطعناها من بجاية إلى عنابة، والتي امتدّت طيلة اليوم الذي سبق المباراة، ما جعلنا لا نتدرّب يوم الخميس، إضافة إلى مرض أغلب الركائز طيلة الأسبوع الماضي، كلّ هذه الأمور جعلتنا لا نلعب بكلّ إمكانياتنا· - بعد هذا كيف ترى مستقبل فريقك في البطولة؟ -- خسارتنا في عنابة ليست نهاية العالم، بل إنها درس مفيد لنا والبطولة لاتزال في بدايتها وتحتاج إلى نفس طويل وسنسعى لنكون دوما عند حسن ظنّ أنصارنا الذين نعدهم بالعودة إلى الانتصارات بداية من الجولة القادمة، حيث سنستقبل الجار وفاق سطيف· - يقال إنك طلبت من الرئيس طيّاب الإسراع في عقد اجتماع لوضع النّقاط على الحروف وتحديد الأهداف، هل هذا صحيح؟ -- نعم طلبت ذلك والطاقم الفنّي والإداري سيجتمعان قريبا لدراسة بعض النّقاط وتحديد الأهداف الحقيقية للفريق· وبصراحة، طلبت شخصيا هذا الاجتماع من أجل وضع النّقاط على الحروف، كما أدعو بالمناسبة بعض المسيّرين للوقوف إلى جانب الفريق وتشجيعه وليس التدخّل في شؤونه الداخلية والضغط على اللاّعبين للّعب على اللقب، وأعتقد أن هذا التصرّف أثّر سلبا على التشكيلة التي أصبحت تعيش ضغطا لا مثيل له· - من يصنع الضغط على اللاّعبين الأنصار أم بعض المسيّرين؟ وما هدف هؤلاء من ذلك؟ -- في الوقت الحالي لا أشكّ في أيّ جهة لأنه في اعتقادي الجميع في الفريق يبذلون جهودا كبيرة لمساعدة اللاّعبين والتشكيلة بصفة عامّة على تقديم وجه مشرّف، خاصّة اللاّعبين· كما لمست لدى الأنصار غيرة كبيرة على فريقهم، لكن من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف المسطّرة يجب على كلّ طرف احترام الآخر وعدم التدخّل في صلاحيات المدرّب أو الضغط على اللاّعبين لأن ذلك قد لا يعطي أيّ نتيجة بالعكس سيؤثّر على المجموعة بكاملها· - كيف ترى المواجهة المقبلة أمام وفاق سطيف؟ -- دون شكّ المواجهة ستكون صعبة على الفريقين، فرغم الطابع المحلّي الذي سيميّز هذه المباراة، وبما أن فريقي سيلعب في قواعده وأمام جمهوره فالفوز أكثر من ضروري للانطلاق من جديد وتفادي الدخول في أيّ دوامة، فنحن في غنى عن ذلك· - ألا تخشون أن يُطاح بفريقكم في عقر داره بالنّظر إلى البداية القوية لهذا الفريق؟ -- وفاق سطيف فريق جدير بالاحترام وقد سجّل بداية ليس هناك ما أروع منها في بداية البطولة الحالية، لكننا مرغمون على الرّمي بكلّ ثقلنا ضده للفوز عليه ولقطع دابر الشكّ بعد فوزنا على الشلف وخسارتنا بعنابة، و عليه أؤكّد أن فريقنا جاهز من كلّ الجوانب لكلّ المواجهات الرّسمية ولا يخشى أيّ فريق· - كيف تنظر إلى المواجهة التي تنتظر الخضر أمام إفريقيا الوسطى؟ -- مأمورية المنتخب الوطني لن تكون سهلة بالنّظر إلى معطيات هذه المباراة على اعتبار أن المنافس سيدخل أرضية الميدان بحرارة كبيرة من أجل تأكيد المفاجأة التي أحدثها عندما عاد بنقطة التعادل من المغرب، لكن هذا لن يقلّل من عزيمة لاعبينا للعودة بنقاط الفوز لأننا مطالبون بتحقيق ذلك للبقاء في موقع قوّة لإنهاء هذه التصفيات في صدارة الترتيب· طبعا كلّنا متفائلون لتجاوز فترة الفراغ الصّعبة التي مرّ بها المنتخب الوطني، لا سيّما وأن عبد الحقّ بن شيخة لديه المؤهّلات التي تؤهّله لصنع الفارق من النّاحية التكتيكية بانتهاج خطّة هجومية منذ الوهلة الأولى للضغط على المنافس، لأن الفوز بات لا مفرّ منها بعد التعثّر المفاجئ أمام المنتخب التنزاني، وأنا شخصيا جدّ متفائل بتسجيل نتيجة إيجابية في أوّل خرجة لعبد الحقّ بن شيخة الذي يبقى بحاجة إلى مساعدة الجميع لتسهيل مهمّته وعدم الضغط عليه مهما كانت نتيجة هذه المباراة المصيرية، على أساس أن نتيجتها ستحدّد نسبة حظوظ المنتخب الوطني في التأهّل من عدمه· - ماذا عن حظوظ فريقك السابق شبيبة القبائل في التأهّل إلى نهائي رابطة أبطال إفريقيا بعد الهزيمة التي تكبّدها أمام مازامبي؟ -- فريق شبيبة القبائل ضعيّ فرصة ثمينة للعودة من الكونغو بنصف تأشيرة التأهّل على الأقلّ، بالنّظر إلى الفرص العديدة التي أُتيحت للاّعبين لهزّ شباك المنافس قبل تمكّن هذا الأخير من تسجيل هدفين في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، الأمر الذي حتما يوجب على اللاّعبين لعب مواجهة العودة بأكثر جدّية والتحكّم في الأعصاب للعودة في النتيجة، ومن ثمّة افتكاك تأشيرة المرور إلى النّهائي لأن المنافس لديه الإمكانات التي قد تسمح له بالحفاظ على فارق الأهداف بالنّظر إلى الوجه الذي ظهر به منذ المباراة الأولى من تصفيات هذه المنافسة القارّية· وعليه، فمن الضروري على أنصار الشبيبة التنقّل بكثرة إلى الملعب للرّفع أكثر من معنويات اللاّعبين وحثهّم على بذل المزيد من الجهد فوق أرضية الميدان لتحقيق ما نتطلّع إليه جمعيا وهو تأهّل شبيبة القبائل إلى النّهائي والاقتراب أكثر من معانقة كأس هذه المنافسة القارّية والتأكيد ميدانيا على أن الكرة الجزائرية تسيير في الطريق الصحيح شرط أن يتمّ اتّخاذ كافّة الاحتياطات لأن مازامبي الكونغولي فريق متماسك ولن يتنقّل إلى الجزائر في ثوب الضحّية، بل سيعمل المستحيل للإبقاء على كامل حظوظه للتتويج باللّقب للمرّة الثانية على التوالي· - بماذا تختم هذا الحوار؟ -- أقول لأنصار شبيبة بجاية: أنتم مطالبون بالوقوف إلى جانب فريقكم في أوقات الشدّة وعدم فتح المجال أمام الذين لا يريدون الخير للفريق، لأن هزيمة اتحاد عنابة ليست نهاية العالم،، بل بالعكس سمحت لي شخصيا بإعادة النّظر في بعض الأمور التي لها علاقة مباشرة بالجانب الفنّي ووضع كلّ لاعب أمام حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، كما أتمنّى لزميلي عبد الحقّ بن شيخة التوفيق في المهمّة الصّعبة التي أسندت إليه وعودة المنتخب الوطني بنقاط الفوز من إفريقيا الوسطى والتأهّل لشبيبة القبائل إلى المباراة النّهائية لرابطة أبطال إفريقيا، وأقول للجميع اليد في اليد من أجل خدمة المصلحة العامّة للكرة الجزائرية، وتحياتي الخالصة لطاقم أخبار اليوم·