قتل نهاية الأسبوع 12 شخصا في إقليم شنغيانغ غربي الصين، ستة منهم في أعمال عنف وستة آخرين برصاص الشرطة، في موجة عنف جديدة تضرب هذه المنطقة المضطربة والتي تسكنها أغلبية من قومية الإيغور المسلمة. وقالت السلطات المحلية إن أعمال العنف -التي وقعت في منطقة شينخه بمقاطعة أكسو بأقصى الغرب الصيني- تتمثل على ما يبدو في ثلاثة انفجارات هزت المنطقة مساء الجمعة الماضي. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن السلطات المحلية قولها إن مجموعة (هاجمت الشرطة) بعبوات ناسفة في منطقة شينخه الجمعة، وإن الشرطة اعتقلت خمسة من المشتبه فيهم، بينما أصيب شرطي (بجروح طفيفة). وأفادت الشرطة في أورومشي (عاصمة شنغيانغ) بأن السلطات تجري تحقيقات مع أستاذ اقتصاد معروف من الإيغور مقيم في بكين بتهمة الترويج لاستقلال الإقليم وتأييد حركة شرق تركستان الإسلامية التي توصف بأنها انفصالية. ومن جهته، شجب ديلشات راشيت المتحدث باسم مؤتمر الإيغور العالمي (مقره ميونخ) ما حدث، وقال إنه يعد (مثالا على القمع الوحشي) الذي تمارسه السلطات الصينية على الإيغور. وأوضح راشيت أن الاشتباكات بدأت عندما احتج بعض الإيغور على بيع الخنازير في السوق يوم الجمعة الماضي، وإن الشرطة فتحت النار على الحشود الغاضبة، مشيرا إلى أنه ليس من الممكن أن يكون لدى الإيغور أسلحة، نظرا للقيود المشددة التي تفرضها السلطات الصينية عليهم بشأن حمل السلاح. وأضاف المتحدث أن الصين يجب أن تراجع سياساتها العرقية في منطقة شنغيانغ، وإلا فإن (الفوضى ستستمر). يشار إلى أن إقليم شنغيانغ يشهد اضطرابات أمنية بانتظام بسبب التوتر الشديد بين قومية الهان -التي تشكل الأغلبية بالصين عموما- وبين الإيغور المسلمين الذين يشكلون أغلبية السكان في هذا الإقليم الغني بالنفط والغاز الطبيعي. ويشكو الإيغور من أنهم ضحايا سياسة قمعية تمارس ضد ديانتهم ولغتهم وثقافتهم. وتتهم السلطات الصينية من جهتها الناشطين الإيغور بأنهم (إرهابيون). ووقع ما يزيد على 190 هجوم في شنغيانغ عام 2012 بزيادة (كبيرة) عن 2011، وفق ما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية الصينية الشهر الماضي. وأفادت السلطات باعتقال 139 شخص أثناء الأشهر الماضية بتهمة نشر العقيدة (الجهادية). وكانت موجة غير مسبوقة من أعمال العنف هزت مدينة أورومتشي عام 2009 وأوقعت نحو مائتي قتيل و1600 جريح، وكانت آخر أعمال العنف الدامية تلك التي هزت منطقة توربان في الإقليم وأسفرت عن 35 قتيلا أثناء جوان الماضي.