لاحظ الكل التدفق الكبير للمتسولين الأفارقة من مختلف الشرائح العمرية، بحيث ملأوا الشوارع الكبرى عبر العاصمة واقتحموا الحرفة من بابها الواسع وزاحموا المتسولين المحليين الذين ملأوا الشوارع هم الآخرون وصارت الحرفة تجلب رعايا أجانب، ولم يقف بعضهم عند ممارسة التسول وطلب الصدقة بل راحوا إلى احتراف السرقة والسطو على الجيوب والحافظات الجلدية وانتهاز الاكتظاظ الذي تشهده المحطات لأجل السطو على المسافرين. نسيمة خباجة بعد التخوف من حمل بعض الأمراض في الأول ظهرت آفات أخرى لم يكن ينتظرها الكل، إذ مارس بعض الرعايا النازحين من دول إفريقية على غرار مالي والنيجر بسبب الدواعي الأمنية التي تعيشها بلدانهم الأصلية التسول في الجزائر وراح بعضهم إلى أكثر من ذلك بالسطو على الناس عبر المحطات بعد أن ظهروا من مختلف الفئات حتى أنهم حفظوا اللهجة الجزائرية العامية وراحوا إلى طلب الصدقة بترديد عبارة (صدكة) لاستعصاء اللهجة الجزائرية عليهم. وظهروا في الشوارع بمشاكساتهم وهو الموقف الذي وقفنا عليه على مستوى محطة تافورة بالعاصمة، تلك المحطة التي يتجمع فيها كثيرا هؤلاء، بحيث راحت بعض الإناث التي تتراوح أعمارهن بين 6 و14 سنة إلى الحوم على المسافرين وطلب الصدقة، وانطلقن في أحداث الشغب بحمل أحجار من الأرض ومحاولة رشقها باتجاه أحد المواطنين الذي صدهم عن السرقة، وبعد أن اقتربنا منه قال إن واحدة من هؤلاء حاولت سرقة حافظته الجلدية، وقال إن أغلبهم يسطون على المسافرين في غفلة منهم أو على حد قوله اختصوا في (ضرب الجلدة)، ولم يكفنا ما نعانيه من ظواهر سلبية ملأت شوارعنا ليأتوا هؤلاء وينشرون آفاتهم السلبية بيننا- يقول -. أما مواطن آخر فقال إن تزايد عدد هؤلاء الأطفال إناثا وذكورا في مختلف الأماكن من شأنه أن يصنع آفات أخرى جديدة على غرار كثرة المتسولين وتجرؤ بعضهم حتى على الاعتداء على المتنقلين والإلحاح عليهم في طلب الصدقة، كما أنهم مصدر لنقل بعض الأمراض المستعصية التي شاعت فيما بينهم. ويبقى انتشار الرعايا الأفارقة في الجزائر وممارستهم للتسول وحتى للسرقة مصدر شؤم للمواطنين بعد أن تورطوا فيما سبق في قضايا إجرامية خطيرة في ترويج المخدرات وتزوير النقود وغيرها من الجرائم ، من دون أن ننسى تحولهم إلى مصدر لحمل بعض الأمراض المستعصية كالإيدز وغيره من الأمراض الأخرى. ورسم بذلك المتسولون النازحون من دول إفريقية مختلفة مرة أخرى صورة اجتماعية فريدة من نوعها أجبر المواطنون على معايشتها بكل سلبياتها، ورغم ذلك ولجوانب إنسانية بينوا تعايشهم مع الوضع الذي هو في تزايد، ولم تبق الظاهرة فقط في المدن الكبرى بالعاصمة بل تدحرجت إلى نواحٍ تبعد عن العاصمة، وبصم الرعايا الأفارقة بالتالي تواجدهم في الجزائر بغية ممارسة التسول والمشاركة في تضخيم أعداد المتسولين عبر شوارع العاصمة، ولم يقف بعضهم عند ذلك الحد بل راحوا حتى إلى احتراف السطو وسرقة ممتلكات الناس والمشاركة في أفعال الشغب عبر الشوارع لتظهر آفة أخرى اسمها آفة نزوح الأفارقة إلى الجزائر، وبعد أن عهدنا تواجد شبابهم ونسائهم ظهر في هذه المرة حتى الأطفال والشيوخ والعجائز لتكون الجزائر في استقبال مختلف الشرائح العمرية وهو الطابو الذي صنع الحدث بين المواطنين في هذه الآونة بالذات.