فتحت معظم المستشفيات والمراكز الطبية والبحثية الكبرى في ألمانيا أبوابها طوال يوم السبت أمام سكان البلاد ضمن فعالية سنوية تقام يوم 22 فيفري بعنوان (اليوم المفتوح للسرطان)، وتهدف إلى التوعية بأمراض السرطان المختلفة ووسائل الوقاية منها، والتواصل المباشر بين أستاذة وأطباء وخبراء السرطان ومرضى هذا الداء الخبيث وأسرهم. وتقام هذه الفعالية منذ عام 2008، والمشاركة فيها مجانا للأصحاء ومرضى السرطان وعائلاتهم، ونظم هذا اليوم المفتوح بالعاصمة الألمانية برلين ضمن أنشطة المؤتمر السنوي ال32 لعلاجات وأبحاث السرطان، الذي يعد الأكبر من نوعه في أوروبا، وأقيم بأرض المعارض بمشاركة تسعة آلاف خبير أورام من الدول الناطقة بالألمانية (ألمانيا والنمسا وسويسرا). ويمثل اليوم المفتوح للسرطان أهم ملتقى معلوماتي يجمع الأطباء المتخصصين والجمهور في ألمانيا، التي يوجد فيها 1.4 مليون مريض بأنواع السرطان المختلفة، ويصاب فيها سنويا نحو 480 ألف مريض جديد بهذا المرض الخبيث، وفق تقديرات جهاز إحصاء مرضى السرطان بمعهد روبرت كوخ للأبحاث الطبية. محاضرات وخبرات وعلى أرض المعارض في برلين تم تنظيم ثلاثين محاضرة وحلقة نقاشية، عرضت تعريفات مبسطة لكيفية نشوء السرطان، وانقسام خلايا الجسم التي تبلغ ستين ألف مليار خلية، وتحول الخلايا السليمة إلى مصابة، والأسباب المتعددة للسرطان ووسائل الوقاية منه، وأهمية الفحوصات المبكرة في اكتشافه وزيادة فرص علاجه، والجديد في وسائل علاج هذا المرض. وأوضح البروفسور هوبرت بوخر الأمين العام للجمعية الألمانية لطب الأورام أن اليوم المفتوح للسرطان يهدف إلى زيادة توعية المجتمع بالسرطان، وتخفيف الأعباء على المصابين بهذا المرض وأسرهم، من خلال رد الأطباء والمتخصصين مباشرة على أسئلتهم، مشيرا إلى أن قسما مهما من أنشطة هذه الفعالية موجه للمواطنين ذوي الأصول التركية والعربية. وأرجع بوخر -في تصريح للجزيرة نت- المعدلات المرتفعة للسرطان في أوروبا، إلى الفحوصات المبكرة ودورها في اكتشاف حالات عديدة من الأورام الخبيثة كسرطانات الثدي والأمعاء والبروستات، وأشار إلى أن التدخين والخمر والتعرض للسموم البيئية تمثل أسبابا أخرى لارتفاع أعداد مرضى السرطان في الدول الأوروبية. وقال الخبير إن السرطان مرض متعدد الأسباب، لكن السمنة وزيادة الوزن تمثل عاملا مهما في الإصابة به، ويأتي في المرتبة الثانية بعد التدخين، ورأى أن المواظبة على الحركة والرياضة، والابتعاد عن الملوثات الكيمائية الموجودة في الحياة اليومية، واتباع نظام غذائي متوازن قائم على تقليل تناول اللحوم الحمراء والتركيز على التنويع بين الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والأغذية المحتوية على الفيتامينات، تمثل كلها عوامل مهمة في الوقاية من السرطان. وشدد هوبر على أن الإصابة بالسرطان لا تعني نهاية العالم، معتبرا أن العامل النفسي له دوره في تحسن أو تراجع الحالة الصحية للمصابين بهذا المرض، مشيرا إلى أن تردي الحالة النفسية واليأس قد يعجلان بنهاية المريض، في حين تلعب الروح المعنوية المرتفعة والأمل دورا في إطالة حياة مصاب آخر بنفس أعراض المرض أكثر مما قدر الأطباء. علاجات واعدة ولفت الأمين العام للجمعية الألمانية لطب الأورام إلى أن اعتماد الأصحاء والمرضى على معلومات الإنترنت حول السرطان مفيد فقط إن جاءت هذه المعلومات من مواقع مؤسسات طبية أو بحثية ذات وزن. وقدر المؤتمر السنوي لأطباء السرطان الألمان -الذي عقد ببرلين بموازاة فعالية اليوم المفتوح- ارتفاع الإصابات السنوية الجديدة بالسرطان في العالم من 14 مليون إصابة هذا العام إلى 21 مليون إصابة عام 2030. وعرضت بالمؤتمر نتيجة بحث وصف بالواعد أجراه مستشفى جامعة كولونيا لعلاج سرطان الدم، وقالت مديرة المستشفى باربارا أيشهورست إن هذا العلاج يعتمد على المزاوجة بين العلاجين الكيميائي والجيني لمكافحة المرض بشكل فعال، وتحسين الحالة الصحية للمريض. وأشارت إلى أن مجموعة العمل التي تترأسها تسعى لتطوير هذا العلاج لتحقيق الشفاء الكامل من سرطان الدم، أو إبقائه على الأقل تحت السيطرة. وقدمت للمؤتمر دراسات عديدة حول العلاج الجيني المعتمد بشكل رئيسي على تقوية جهاز المناعة بجسم مريض السرطان، ومساعدته للتعرف على مكان الخلايا الخبيثة وخصائصها والقضاء عليه.