لازالت مظاهر الترييف والحياة البدائية تميز قرية فجانة الواقعة على مستوى بلدية حجوط بتيبازة نتيجة انعدام أبسط ضروريات الحياة، الوضع الذي أدخل السكان في عزلة تامة، والذي آثار سخطهم ولم يتسن لهم سوى رفع شكاويهم عبر هذا المنبر الإعلامي للسلطات المعنية والولائية للمطالبة بنصيبهم في المشاريع التنموية. يعاني السكان من مشاكل عديدة في مقدمتها مشكلة المياه الصالحة للشرب وغياب شبكة غاز المدينة منذ سنوات طويلة وذلك بالرغم من وجود سد بقربهم لا يبعد سوى بكيلو متر واحد، وتمر قنوات نقل مياه السد لمدن مجاورة في حين تبقى قرية فجانة الأحق بالاستفادة في حالة عطش، فحنفيات سكان هذا الحي جافة طيلة ولا تزور المياه حنفياتهم إلا مرة واحدة في الأسبوع حتى في عز الشتاء أما في فصل الصيف فحدث ولا حرج، حيث تتفاقم معاناتهم أكثر حدة خلال هذا الفصل، ليجدوا أنفسهم مجبرين على التنقل إلى مناطق مجاورة من اجل جلب المياه عبر سياراتهم أو كراء شاحنة كحل، فيما يضطر بعض السكان القيام بكراء صهاريج كل أسبوع بأسعار مرتفعة لتغطية حاجاتهم الماسة لهذه المادة الضرورية. أما عن غياب الغاز الطبيعي فهم دائما في رحلة بحث عن قارورات غاز البوتان، ولم تنته مشاكل البحث عن قارورة الغاز عند هذا الحد بل بدورها تطل عليهم كل شتاء كونهم متواجدين بمنطقة ذات طابع جبلي ودرجة الحرارة بها جد منخفضة وتشهد برودة شديدة من جهة أخرى ترافقهم معاناة جلب قارورات غاز البوتان من المدن المجاورة ليتنقل حوالي 10كلم ما بين القرية إلى مقر مدينة حجوط من اجل اقتناء قارورة الغاز، وبالرغم من تواجد محطة رئيسية للربط غاز المدينة بالقرب من المنطقة غير أنهم لم يكن لهم الحظ من الاستفادة من هذه المادة الأولية لحد الساعة، وأضاف محدثونا من المفروض أنه عنصر أساسي ويجب توفيره بمنطقة تعرف ببرودتها من وتجسيد هذا المشروع حتما سينهي معاناة طال أمدها ويفك العزلة المفروضة عليهم، وسبق للسكان وأن خرجوا في احتجاجات منادية بمطالبة إدراج منطقتهم ضمن المشاريع التنموية التي ترفع عنهم الغبن وحل مشاكلهم التي طالما لازمتهم منذ سنوات بلغت العقد من الزمن دون أي تجسيد أي مشروع يذكر على حد تعبير ممثل سكان قرية فجانة. وكانت أخبار اليوم قد وقفت على حجم المعاناة اليومية والعزلة التي تطبع القرية ولا التي لا يربطها بالبلديات المجاورة غير طريق واحد فقط عبارة عن مسلك في نهايته تؤدي إلى دوار سيدي أعمر حجوط وطريق أخرى عبارة عن مسلك ترابي وحفر لا تسمح بالتنقل عبرها سيما المركبات التي يستحيل تجاوزها، وإن كان الكثير قد استبشروا خيرا بالأشغال القائمة على مستوى الطريق من أجل توسعته وإعادته تهيئته من جديد لتسهيل تنقل المواطنين عبره، ولكن هذا الطريق قد توقفت الأشغال به منذ السنة الماضية، لأسباب تبقى مجهولة لا يفقهها السكان حيث لا يزال جزء من الطريق محفورا دون أن يتم تزفيته أو إتمام أي أشغال الأمر الذي آثار غضب واستياء هؤلاء رفعوا على إثره شكاويهم للسلطات المعنية، إلا أن لا ردود شافية على مطالبهم لحد كتابة هذه الأسطر حسبهم ، بالإضافة إلى جملة النقائص طرح مشكل آخر عبر صفحاتنا وهو أن القرية لم تستفد من أي حصة سكنية في إطار السكن الريفي أو من الدعم الريفي، ويقول هؤلاء السكان أن حجة السلطات هو أن القرية واقعة في منحدر جبلي وانه سيتم ترحيلهم مستقبلا بالرغم أن بعض العائلات تمت استفادتهم من السكنات بعد إنجاز السد، بالمقابل رفضت المصالح التقنية للبناء منحهم ترخيص لإنجاز سكنات لائقة من أموالهم الخاصة والقيام بتوسعتها بسبب الضيق الخانق خصوصا بعد تزايد أفراد الأسرة وبعد أن أصبح أولادهم كبار ومن حقهم الزواج وبناء أسرة كباقي الشباب على حد تعبيرهم. وأمام هذه الظروف القاسية التي يتخبط فيها هؤلاء، يجدد سكان قرية فجانة ببلدية حجوط تدخل السلطات المحلية باحتواء الأزمة التي طال أمدها مطالبين بحقهم الشرعي في المشاريع التنموية ورخص البناء حتى يتسنى لهم توسعة سكناتهم والخروج من عنق الزجاجة.