وفي هذا الصدد ارتأت «آخر ساعة» إلى أن تسلط الضوء على كيفية رمي النفايات المنزلية وردمها بالبركة الزرقاء والتي طالما اشتكى سكان الأحياء المجاورة من الأضرار التي تلحق بهم وعائلاتهم ،نتيجة الروائح الكريهة وغيرها، حيث قمنا بجولة ميدانية إلى مركز الردم التقني بالبركة ثم إلى مكتب مديريها. أصحاب البيوت القصديرية يتسببون في غلق الحوض الجديد بالبركة الزرقاء كشف مدير مركز الردم التقني والمفرغات العمومية بولاية عنابة «قسوم جاب الله» خلال اللقاء الذي جمعنا به نهاية الأسبوع المنصرم أن قرار غلق مركز الردم التقني للنفايات بالبركاء الزرقاء أتى بعد إن امتلأ الحوضين جراء حملهما أكثر من طاقة استيعابهما المقدرة ب 88 ألف طن، حيث قال إنه كان مرتقب أنجاز حوضين كبيرين آخرين بالمنطقة لكن تعنت أصحاب السكنات الفوضوية القصديرية داخل المفرغة حال دون تحقيق الهدف، حيث أنجزت دراسات التوسعية للحوضيين الجديدين وأسند الانجاز إلى مؤسسة من الجزائر العاصمة منذ أكثر من سنة ، حيث أحتج سكان البيوت القصديرية والمقدر عددهم بسبع عائلات مطالبين السلطات الوصية بمنحهم سكنات لإخلاء المكان، ومع المحاولات المتكررة للسلطات المغنية استطاعت المؤسسة إنجاز حوض واحد فقط بسعة كبيرة جدا تكفي لرمي النفايات المنزلية لمدة سنتين، في انتظار إنشاء الحوض الآخر، لكن لم يستعمل هذا الأخير لعودة احتجاج سكان البيوت القصديرية الذين اعترضوا مرة أخرى دخول شاحنات القمامة، فتم تحويلها إلى المفرغة العمومية المراقبة بطاشة التابعة لبلدية برحال، والتي تبعد عن مدينة عنابة 43 كلم ، وهو ما أدى إلى مضاعفة مجهودات البلديات وعمالها من أجل رفع القمامة في أوقاتها المحددة. 500 طن من النفايات يستقبلها مركز الردم التقني بالبركة الزرقاء يوميا يستقبل مركز الردم التقني بالبركاء الزرقاء يوميا 500 طن من النفايات المنزلية من أربع بلديات ممثلة في بلدية عنابة وسيدي عمار والحجار والبوني، حيث تقدر نفايات بلدية عنابة سنويا لوحدها ب 93 ألف طن، وهو ما يتجاوز طاقة استيعاب الحوضين، الأمر الذي يجبر القائمين على العملية بالمركز بضغط النفايات في الأحواض بالآلات المخصصة لذلك ، إلا أن هذه الأخيرة لا تستعمل في فصل الشتاء ،بسبب مياه الأمطار ووزنها الثقيل ، حيث لا يستطيع القائمون إخراجها من الأحواض، كون هذه الآلات مستوردة من الدول الاوروبية ومصنوعة على مقاييسها، إضافة إلى أن النفايات المنزلية المرمية بالمراكز والمفرغات في الجزائر تتشكل من 70 بالمئة مادة العضوية، على عكس الدول الأجنبية على غرار فرنسا التي تحتوي نفاياتها على 35 بالمئة ، وهو ما يشكل عائقا كبيرا في عملية ضغط النفايات بالأحواض، أما عن النفايات الطبية فقد أوضح ذات المسؤول أنهم لا يستقبلون النفايات الطبية كون أن هذه الأخيرة تجمع في أماكن خاصة ويتم حرقها، إضافة إلى أن هناك مصنعا للحرق تابعا لأحد الخواص في عين الباردة ، يقوم صاحبه بجمع النفايات الطبية من المستشفيات الخاصة والعمومية التي تربطه بها اتفاقيات، ثم يقوم بحرقها عبر مراحل ، بحيث لا ينتج عن هذه العملية أخطار تضر بصحة الإنسان آو البيئة. هكذا يتم ردم النفايات المنزلية بمركز البركة الزرقاء. يتم ردم النفايات المنزلية بعد امتلاء الأحواض عن آخرها، حيث يقوم العمال بتكوين طبقة نصف متر من الأتربة فوق النفايات حتى لا تنبعث منها الروائح الكريهة، التي قد تضر بالسكان المجاورين، ثم يعملون على غرسها بمختلف الأشجار الغابية، وهي الطريقة المستخدمة حاليا في جميع مراكز الردم التقني بجميع ولايات الوطن، وفي هذا الصدد قال ذات المسؤول إن الوزارة تعمل من أجل استحداث وبناء مصانع حرق النفايات المنزلية في السنوات المقبلة تكون غير مضرة بالبيئة في عدد من ولايات الوطن. عصارة النفايات تشكل خطرا كبيرا على الإنسان و الأراضي الفلاحية كشف قسوم جاب الله أن العصارة التي تخرج من النفايات المنزلية المرمية في المفرغات العمومية والمراكز هي أخطر شيء في عملية الردم، حيث تسيل من كل طن 32 لترا من المياه الملوثة السامة ، وهو سبب مشكلا عويصا للقائمين على المركز بسبب خوفهم المتزايد من أن تخرج هذه العصارة إلى الأراضي المجاورة، مما ألزمهم وضع مضخات تقوم بضخ المياه الملوثة السامة التي تخرج من الأحواض وإرجاعها إلى الأحواض، وقال ذات المتحدث إن عصارة النفايات جد خطيرة على الأراضي الفلاحية، إذا مرت بها تحول الأراضي الفلاحية إلى أراض بور غير صالحة للزراعة. 200 عائلة تعيش من نفايات البركة الزرقاء أوضح مدير المركز في مستهل رده على سؤالنا المتعلق برسلكة النفايات، أن هذه الأخيرة تتم رسكلتها بطريقة غير مباشرة، ذلك من خلال مجموعة من الشباب المقدر عددهم بأكثر من 70 شابا يقومون بالتفتيش والبحث في النفايات ، حيث يقوم عدد منهم بجمع البلاستيك والزجاج و والبعض الآخر الحديد ...، ويجمعونه في أماكن خاصة لبيعه إلى تجار جمع البلاستيك والحديد وغيرهم الذين يأتون من مختلف الولاياتالجزائرية ، وهم بدورهم يبيعونه إلى أصحاب المصانع، حيث أحصت إدارة المركز 10 تجار يشترون البلاستيك ، الحديد والزجاج وغيرها، والذين يدفعون مبالغ رمزية مقابل السماح لهم بالدخول إلى البركة الزرقاء وبهذه الطريقة تتم تصفية النفايات من المواد التي ترسكل ، وفي هذا الصدد قال ذات المسؤول أنهم أرادوا أن يشغلوا هؤولاء الشباب بصفة رسمية قانونية مقابل أجر دائم ، إلا أنهم رفضوا مبررين ذلك أن مداخيله الشهرية تضاعف الآجر المعروض ب 6 مرات، حيث علمنا أن مردود اليوم الواحد لكل شاب يتراوح ما بين 3000دج إلى 4000دج وأحيانا يتجاوز ذلك، وهو ما جعل إدارة المركز والمفرغات تشترط اللباس المؤمن لدخول المفرغات، بهدف حمايتهم من الأضرار التي تلحق بهم أجلا .