تمكّنت إطارات مركب «أرسيلور ميتال» للحديد والصلب بولاية عنابة من إعادة تشغيل «الفرن العالي رقم 02»، الذي توقف منذ شهر رمضان الماضي وفشلت جميع المحاولات في تشغيله من جديد وهو ما دفع بإدارة المركب إلى الاستعانة بالخبرة الروسية وبعد جميع هذه الجهود تمكّن إطارات وعمال وحدة الفرن العالي من تشغيله، وبخصوص هذا النجاح أوضح معلم إسماعيل وهو من الإطارات العاملة في الفرن وعضو مجلس المساهمة في المركب، أن الفرن عاد للعمل بصفة عادية إلا أن المشرفين على عملية تشغيله قاموا بتوقيفه مجددا، منتصف نهار أمس، لأسباب تقنية ترتكز حوله تنظيفه جيدا وذلك بعد أن فاض أحد السوائل، وأضاف المتحدث أن الأمر لا يدعو للقلق مؤكدا أن الفرن العالي سيدخل العملية الانتاجية من جديد بحر هذا الأسبوع، وذلك بعد تأكدوا من جاهزيته التامة لذلك، وقال: «سنعمل المعجزات بعد أن عاد الفرن للعمل.. إن شاء الله لن يتوقف مجددا». وبعث خبر عودة «الفرن العالي رقم 02» للعمل الارتياح في نفوس العمل، الذين أكد بعضهم ل «اخر ساعة» أن هذا الأمر أعاد لهم الأمل، وذلك بعد تداول أخبار في الأشهر الأخيرة حول التفكير في تسريح العديد منهم بسبب توقف الفرن، وقال كمال وهو أحد عمال المركب: «لقد انتظرنا هذا الأمر طويلا، لأن ما مرّ به المركب في الفترة الأخيرة نتيجة توقف الفرن كان يهدد بغلقه وتسريح العمال، خصوصا في ظل الصراعات النقابية التي كانت قائمة، لكن الآن وبعد اشتغال الفرن وحل أغلب المشاكل في المركب نأمل في التركيز على العملية الانتاجية من أجل إعادة أمجاد المركب الغابرة». يشار إلى أن اشتغال الفرن سيجنب المركب استيراد المواد نصف المصنعة لأنه سيتكفل بنتاجها محليا وبالتالي تقليل الخسائر. يشار إلى أن العمر الافتراضي للفرن انتهى عام 2008 ومنذ هذا التاريخ وهو يعمل كالرجل الميت إكلينيكيا الذي تساعده الالات الطبية على البقاء حيا، حيث وضعت إدارة المركب مخططا لتوقيفه عن العمل مجددا بتاريخ الفاتح من أكتوبر 2015 وذلك من أجل السماح بتركيب فرن جديد كهربائي سيكلف المركب مبلغ 90 مليون دولار، وهي العملية التي ستستغرق ثلاثة أشهر و10 أيّام ما بين عملية التركيب وتشغيله، أي أن الفرن الجديد سيكون عمليا مطلع عام 2016.