انتهت المغامرة الإفريقية بالنسبة لأشبال المدرب الوطني كريستيان غوركوف بعد الإقصاء المر على يد رفقاء جيرفينيو سهرة أول أمس من مدينة «مالابو»، حيث سارعت البعثة الجزائرية إلى العودة إلى أرض الوطن بعد الخروج من الدورة الإفريقية، و هي تجر أذيال الحسرة على انتهاء الحلم بشكل مبكر، خاصة و أن اللاعبين كانوا يأملون في مواصلة المشوار إلى أبعد من ذلك، و كان بإمكانهم تحقيق ذلك لولا الأخطاء الناجمة عن قلة التركيز، هذا و قد عاد رفقاء فيغولي أمس على متن طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، حيث كانت في انتظارهم في وقت مبكر من الصباح، و هو ما أجبر اللاعبين على الاستفاقة بشكل مبكر نوعا ما حتى يتأهبوا للعودة و الإسراع في تجهيز حاجياتهم و أمتعتهم، قبل أن تتنقل بعثة الخضر إلى مطار «مالابو» الدولي في حدود الثامنة صباحا، و بعدها ركبوا الطائرة التي أقلعت في حدود التاسعة من صباح أمس. أجواء جنائزية في الطائرة وحسرة واضحة على وجوه اللاعبين و الطاقم الفني وتميزت الأجواء داخل الطائرة في رحلة العودة بالكآبة و الحزن الشديد، و الصمت المطبق من أغلبية اللاعبين، في حين بدا المدرب الوطني كريستيان غوركوف شاردا في معظم الأوقات، فيما يبدو بأنه يفكر في مصيره مع المنتخب بعد هذا الإقصاء، و عدم بلوغه الأهداف التي كانت مسطرة مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في حين بدت الحسرة واضحة على وجوه اللاعبين، الذين تيقنوا بعد نهاية المباراة بأنه كان في وسعهم التأهل مع قليل من التركيز و الرغبة و الإرادة. الطائرة وصلت في حدود الثالثة و اللاعبون افترقوا من المطار كل إلى وجهته هذا و قد وصلت طائرة المنتخب الوطني إلى مطار هواري بومدين في حدود الساعة الثالثة مساء، بعد رحلة دامت حوالي 6 ساعات، وهناك نزل اللاعبون الذين استقبلوا في القاعة الشرفية، قبل أن يفترقوا تباعا، حيث طار كل إلى وجهته في أوروبا، غير أن غالبيتهم توجهوا إلى فرنسا، على أن يأخذوا وجهات أخرى بعد ذلك، في حين التحق اللاعبون المحليون بأهاليهم في الجزائر، و سافر المدرب غوركوف إلى فرنسا من أجل زيارة قبر والدته التي توفيت قبل مباراة غانا، و التي لم يسعه حضور جنازتها، على أن يعود في أسرع وقت إلى الجزائر من أجل تقديم حصيلة المنتخب في «الكان». قلة من الأنصار كانوا في استقبال اللاعبين في المطار لتوجيه التحية لهم رغم الإقصاء ورغم الاقصاء الذي لم يتجرعه معظم الجزائريين، إلا أن بعضهم أبى إلا أن يستقبل اللاعبين في مطار هواري بومدين بالتحية و الشكر على ما قدموه في هذا «الكان»، و ذلك مع صعوبة الظروف التي أقاموا فيها و لعبوا فيها المباريات، و هو الأمر الذي خفف كثيرا عن اللاعبين الذين كانوا بحاجة إلى تجديد الثقة فيهم من أنصار المنتخب الوطني.