عادت عمليات الانتحار شنقا لتهز عاصمة الكورنيش جيجل من الحدود إلى الحدود وذلك في ظل توالي هذا النوع من الحوادث المفجعة التي أتت على أرواح خمسة أشخاص في ظرف أقل من أسبوعين وذلك وسط صمت تام من قبل المسؤولين والمتابعين لهذه الظاهرة المعقدة .وعادت ظاهرة الانتحار بتناول الأدوية والسموم وكذا الشنق بالحبال والأسلاك المعدنية لتقفز إلى واجهة الأحداث بعاصمة الكورنيش جيجل التي أحصت ستة حوادث من هذا النوع في ظرف أقل من (15) يوما بكل من قاوس ، الطاهير ، سيدي معروف ، الأمير عبد القادر والميلية ، حيث انتحر بهذه المناطق ستة أشخاص أصغرهم طالب ثانوي في الثامنة عشر من العمر وأكبرهم رب أسرة في العقد الخامس ، وإذا كان الانتحار شنقا بالحبال والأسلاك المعدنية القاسم المشترك للحوادث الستة المذكورة فان أسباب إقدام الضحايا على وضع حد لحياتهم في هذا الوقت المتزامن وفي ظرف قياسي كهذا تشابهت كذلك ، حيث كان البؤس الاجتماعي واليأس من حلول بدت بعيدة المنال كان الدافع الأول لما أقدم عليه المعنيون ، ما جعل علامات استفهام كبيرة تحيط بهذه الحوادث ، بل وأقحم أطرافا عدة في الأسباب التي ومهما اجتهد المختصون في تمييعها والتقليل من أهميتها إلا أنها تظل لصيقة بالقائمين على الشأن الاجتماعي بعاصمة الكورنيش ممن فشلوا في التفريج عن كرابات هؤلاء الضحايا ودفع حياتهم نحو الأحسن والأمر كذلك بالنسبة للمهتمين بهذه الظاهرة الاجتماعية الآخذة في التطور والانتشار والتي وضعت جيجل في صدارة الولايات الجزائرية من حيث ظاهرة الانتحار حسب دراسة قامت بها جمعية مختصة بل وقربتها حتى من بعض المناطق الأوروبية التي لاوجود فيها لوازع الدين الذي من المفروض أن يكون عاملا مفرملا لهذه الظاهرة حسب المختصين ، علما وأن ولاية جيجل كانت قد سجلت السنوات الثلاثة الأخيرة أكبر نسبة انتحار بين الولايات الشرقية حسب الإحصائيات المتوفرة لتدخل بذلك ميدان التنافس وطنيا على هذا الصعيد بعدما أفتكت المركز الثالث وطنيا في عدد جرائم القتل وهي نقاط يجب الوقوف عندها مطولا من قبل المختصين حتى يوضع الأصبع على الجرح ولا تبقى حوادث الانتحار مجرد حوادث عابرة فقد أصحابها لذة الحياة واختاروا الموت شنقا على حياة لم تترك أمامهم أية مساحة للأمل .