المفترض أن يتم إدراج جريمتي اغتيال مدير مصنع الاسمنت بسور الغزلان بالبويرة " أحسن رزاقي" و ذبح "بريزة" داخل منزلها ببلدية كركرة غربي سكيكدة ضمن كتاب "غينيس" للأرقام القياسية ، بعدما تحولتا لجريمتين كاملتين ، جثتين و تفاصيل مأساوية عن التخلص منهما و الفاعل "مجهول". ماتزال قضية اغتيال المدير السابق لمصنع الاسمنت بحجر السود بعين شرشار تصنع الحدث بعدما عجزت التحقيقات عن التوصل للفاعلين فيما تتجه عقارب الزمن باتجاه الذكرى السنوية الأولى لاغتياله و التنكيل بجثته و رميها بالقرب من شاطئ كاف فاطمة.ووصلت التحقيقات لطريق مسدود لغياب الأدلة و الشهود و الخبرة الكبيرة و الاحترافية التي نفذت بها الجريمة بشكل جعل من التوصل للفاعل أو الفاعلين صعبا بل مستحيلا في ظل غياب المعطيات التي تدفع بعجلة التحقيق نحو القبض على مرتكبيها، و كان المغدور” رزاقي” قد ركب سيارة على متنها ثلاثة اشخاص لم يتعرف عليهم أي شخص و لم يتذكروا ملامحهم و لا ترقيم السيارة، قصدوا منزله بإقامة “كاروبي” بالواجهة البحرية بمدينة عنابة ، اتصلوا به ونزل من منزله و اتجه الأربعة إلى برحال أين تناولوا العشاء ، بعدها بساعات وجد كل من اتصل بالمغدور هاتفه النقال مقفلا ما يرجح أنهم بعد تناول العشاء قادوا السيارة إلى مكان معين و بعد أخذ ورد قتل الرجل بطريقة وحشية وحمل لكاف فاطمة و ألقي بالقرب من الشاطئ، ما يؤكد المعرفة الجيدة للقتيل بالقتلة.وكانت جميع الفرضيات السابقة تدور في فلك تعرض الضحية للاختطاف ، لكن التدقيق في الأحداث من خلال تصريحات الشهود بينت معرفته بالأشخاص الذين ذهب معهم على أساس عودته لتناول العشاء رفقة عائلته ، لكن البرنامج تغير ليتناول العشاء رفقتهم بأحد مطاعم برحال لتتغير الوجهة بدلا عن مدينة عنابة إلى عزابة أين تختفي مجموعة من الأحداث وتظهر جثته ملقاة بعد أيام من الاختفاء، ما يرجح أنه قتل تلك الليلة و رميت جثته لأيام، ما جعلها تتشوه و تتعفن ما صعب التعرف عليها حتى بالنسبة لزوجته.فرقة الدرك الوطني لبن عزوز المسؤولة عن عملية التحقيق بذلت أقصى المجهودات للتوصل للفاعلين ، لكن دون جدوى ، و استدعت مئات الأفراد و المشتبه فيهم و معظمهم لهم علاقة بالضحية سواء عائلية أو علاقات اجتماعية أو علاقات عمل، فاستدعت مقاولين وتجار الاسمنت و كل من له علاقة بعالم البزنسة بالإسمنت أو تربطه علاقة بمصنع حجر السود، لكن التحقيقات ظلت عقيمة فلم تتأكد التهمة على أي واحد و لم يظهر ما يؤكد تورط أي طرف من المستدعين للتحقيق ،ما ينبئ أن المتورطين بالجريمة قد يكونون من المستدعين لكن غياب الأدلة جعل التعرف عليهم صعبا لعدم امتلاك المحققين أدلة بسبب تغيير مسرح الجريمة و التلاعب به لإبعاد الشبهات.ووجهت أصابع الاتهام نحو مافيا الإسمنت التي تحتكر عملية اخراجها من المصانع و التحكم في أسعارها و اشعالها قصد المضاربة بها، حيث قامت ببراعة بالتخلص من الرجل و تغيير مسرح الجريمة و التخلص من جميع الأدلة لإبعاد الشبهات، ما يجعل القبض على أفرادها “ أمرا مستحيلا” في ظل الظروف الراهنة و انعدام الأدلة. يذكر أن الضحية” أحسن رزاقي” في نهاية العقد الخامس أب لثلاثة أطفال، معروف جدا في مجال الاسمنت لشغله عدة مناصب اخرها اطار بمصنع حجر السود بعين شرشار و مديرا بمصنع الاسمنت و مشتقاته لناحية الشرق بقسنطينة، و مديرا لمصنع الاسمنت بسور الغزلان بالبويرة. الرجل اختطف و خنق و نكل بجثته بعد تعريته تماما و رمي بالقرب من الشاطئ دون أن ينتبه أحد ..فمن قتل أحسن رزاقي؟؟؟؟ بريزة عذراء و غير حامل وذبحت من الوريد إلى الوريد ..فلماذا قتلت؟؟ لا تقل قضية “بريزة” غموضا عن قضية مدير مصنع الاسمنت ، رغم أن محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة قد أدانت والدها و شقيقها الشاب بالجريمة و سجنتهما ، لكن الغموض مازال يلف القضية بعدما تأكد أن الأب لم يكن موجودا بالمنزل لحظة وقوع الجريمة، التي شهدت قرية بكركرة تفاصيلها المأساوية حينما تفاجأت العائلة عند عودتها من الحقل بجثة ابنتها التي لم تتجاوز العقد الثالث ملقاة بغرفة الاستقبال بعدما ذبحت بسكين من الوريد إلى الوريد، و استمرت التحقيقات أياما طويلة قبل أن يتم القبض على شقيقها الذي أدلت عليه شاهدة اعترفت أنها رأته يخرج من المنزل قبل اكتشاف الجثة، لكن الشاب رفض الاعتراف بالجريمة و ظل ينكر كثيرا لغاية صدور تقرير الطبيب الشرعي الذي صدم الرأي العام الذي توقع أنها جريمة شرف ليتضح أن “بريزة” ليست حاملا و عذراء و لم يلمسها بشر ، كما أن التحقيقات أكدت أنها فتاة صالحة و ذات سمعة جيدة، فما سبب قتل بريزة؟ ولأن الشاب رفض الاعتراف قبض على والده الذي التزم الصمت لمدة طويلة على أساس أن يعترف الابن بجريمته كما أن وجود قطرات دم على قميصه جعله يتورط بالجريمة. وكانت” اخر ساعة” عقب مقتل البنت قد تحدثت عن تأكيد شهود لوجود الأب بالحقل لحظة ارتكاب الجريمة ، اضافة إلى تأكيده للمقربين منه أنه لم يقتل ابنته، وخلال جلسة المحاكمة أنكر الأب قتل ابنته، و حسبما ذكر في تقرير الطبيب الشرعي فإن البنت ذبحت بسكين مطبخ عثر عليه المحققون بمسرح الجريمة ، الذي تم التلاعب به، حيث أن أفراد العائلة مسحوا الدم بعد عودتهم ما أثبت التهمة على أحد أفراد العائلة والتلاعب جاء من أجل ابعاد الشكوك عنه، وصرح الأب في التحقيقات الأولية أنه احتضن ابنته عندما وجدها ميتة و قد يكون هذا سبب وجود الدم على قميصه، لكن الابن لم يعترف من باب الاقرار بالذنب و ازالة التهمة على والده لتتم ادانتهما معا بالجريمة التي يستبعد سكان كركرة أن منفذيها اثنان و يستبعدان تورط الأب لسلوكه الجيد و سمعته الطيبة، فيما غاب دافع الجريمة عن الملف تماما لتمسك المتهمين ببراءتهما و لم تتوصل التحقيقات إلى تحديد سبب مرجح لتكتم أفراد العائلة عن السبب و المجرم، و ان كان من تتبع قضية مقتل “أحسن رزاقي” مدير مصنع الاسمنت بسور الغزلان ما زال يطرح سؤال :من قتل رزاقي؟، فان من سمع و عرف قضية بريزة يتساءل دائما “واذا بريزة سئلت بأي ذنب قتلت؟؟”، فلا الدافع موجود و لا هوية القاتل الحقيقي واضحة تماما.