شهد حي السويقة العريق مساء أول أمس حادثة مريعة تمثلت في انهيار سقف بناية تقطنها أكثر من 10 عائلات تسكن في نهج صلاحي الطاهر رقم 29 ، بالمدينة القديمة حي السويقة وسط قسنطينة وهو الحادث الذي أثار هلع وخوف السكان الذين اضطروا إلى المبيت في العراء. جمال بوعكاز سكان البيت القديم أكدوا أنهم نجوا بأعجوبة ، وأنه من حسن حظهم أنهم كانوا في الطابق الأرضي ، عند وقوع الانهيار ، الذي تدخلت على إثره الحماية المدنية ، كما تنقلت لجنة من البلدية صباح أمس للوقوف على وضعية العائلات المتضررة ،للتذكير فقد أعرب العديد من سكان حي السويقة بقسنطينة، عن أملهم في الحصول على سكنات جديدة تليق بهم، مقابل التنازل عن سكناتهم التي يعود بعضها إلى العهد العثماني سكان نهج ملاح سليمان بحي السويقة ، التي تدخل ضمن التراث العالمي ، في إطار المدينة القديمة لقسنطينة، أكدوا لوالي الولاية في العديد من المرات أن الحالة التي أصبحت عليها منازلهم لا تشجع على البقاء بها، خاصة وأن معظمها أصبح مهددا بالانهيار في أي وقت، السلطات المحلية بولاية قسنطينة وفي مقدمتها مديرية الثقافة ، وضعت برنامجا لإيجاد حل لحوالي 1432 مسكنا بالمدينة القديمة ، تفاديا لوقوع ما حدث سنة 2004، حيث أقدمت السلطات الولائية على تهديم 39 منزلا بالمدينة القديمة بعد استغلالها من طرف مواطنين للحصول على سكنات جديدة لعدة مرات، ما أثار جمعيات المجتمع المدني ووزارة الثقافة، خاصة وأن المنطقة تدخل ضمن التراث الوطني وذاكرة المدينة خلية تهيئة المدينة القديمة أحصت 1438 منزلا بهذه المدينة، المكونة أساسا من حي السويقة العريق، منها 332 مسكنا مهدما، 150 منزلا اختفت ولم يتبق منها إلا آثار قليلة، 543 منزلا في وضعية متدهورة، 328 منزلا مهددا بالسقوط و180 منزلا ما تزال في حالة جيدة، كما أحصت الخلية 456 ملفا لطالبي الإعانة لتهيئة البنايات بحي السويقة، منها 25% خاصة بالمحلات التجارية، ولم تتمكن الخلية وبسبب العديد من العراقيل الإدارية، إلا من وضع 12 ملفا في حالة متقدمة للبدء في عملية الترميم، الخبراء الذين أوكلت لهم مهمة إعداد دراسة حول ترميم المدينة القديمة ، رفعوا العديد من العراقيل التي يرون أنها تشكل عائقا أمام عملية الترميم، من بينها محاولة السكان تهديم مساكنهم السليمة قصد الحصول على سكنات جديدة، واستغلال السكنات من طرف أشخاص لا يملكونها، مما شكل صعوبة في التعامل مع هؤلاء المستغلين الجدد.