إن مشكلة اقالة المدربين في كرة القدم الجزائرية، أصبحت ظاهرة خطيرة وصعوبات كبرى تعانيها الأندية على مستوى الاستقرار الفني والإداري، ويتساءل الشارع الرياضي في هذا الصدد عن المعايير التي تم من خلالها انتداب المدربين واختيارهم من قبل اللجان الفنية في الأندية، وهو ما يكشف عن تخبط إداري وانعدام رؤية واضحة على مستوى خطط العمل المستقبلية. 12 ناديا غيروا طواقمهم الفنية حطمت مرحلة الذهاب من الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم، أرقاما قياسية في اقالة واستقالة المدربين، حيث غير 12 فريق من اصل 16 في البطولة طواقمهم الفنية لأكثر من مرة، في حين تمكنت اربعة اندية فقط من الحفاظ على مدربيها الذين بدأت بهم الموسم الحالي. وحافظ اتحاد العاصمة متصدر الترتيب وشباب بلوزداد وصيفه، والملاحقين اتحاد الحراش ودفاع تاجنات على مدربيهم رغم الانتقادات وصعوبة التحديات، في حين طالت مقصلة الاقالة أو الاستقالة 15 مدربا خلال الشطر الأول من الموسم الجاري، وهو رقم يعد سابقة في تاريخ بطولة القسم الأول. والواضح أن الأندية التي حافظت على مدربيها نجحت في تحقيق نتائج ايجابية، حيث أبقت ادارة اتحاد العاصمة على المدرب اشلاب حمدي رغم الاصوات المطالبة بضم مدرب ذو سمعة كبيرة لقيادة سوسطارة و ونجح حمدي في تحقيق مشوار طيب، وقاد الفريق الى صدارة الترتيب بفارق عشرة نقاط عن اقرب الملاحقين. وثار أنصار شباب بلوزداد ضد ادارة فريقهم من اجل اقالة المدرب الفرنسي الان ميشال، غير أن رئيس الفريق مالك تمسك به رغم الانتقادات، وأكد للجميع أنه اتخذ القرار المناسب بدليل النتائج التي حققها الشباب في مرحلة الذهاب، حيث يحتل الوصافة لوحده. وقاد بوغرارة نادي دفاع تاجنات ليكون مفاجأة الشطر الأول من الموسم ما جعل الادارة تجدد الثقة فيه، في حين حافظ المدرب بوعلام شارف على لقب اكثر المدربين استقرارا في البطولة، ولا يزال على رأس العارضة الفنية لاتحاد الحراش رغم أنه قدم استقالته شفهيا. أمل الاربعاء جمع 8 نقاط بأربعة مدربين استهلك صاحب المركز الأخير في ترتيب الرابطة المحترفة الاولى، امل الاربعاء، أربعة مدربين منذ انطلاقة الموسم، حيث بدا الموسم الحالي باللاعب الدولي السابق بلال دزيري، غير أنه لم يصمد لأكثر من ثلاثة جولات انهزم فيها الفريق، ليتم تعويضه بالمدرب يانكوفيتش، والذي لم يعمر طويلا، وتم التخلي عنه بسبب مشاكله مع الادارة، ليتم الاعتماد على المدرب عبد النور بوصبيعة الذي تولى العارضة الفنية للأمل، واستمرت معه التعثرات، ليتم التعاقد مع المدرب خالد لونيسي الذي بدأ عمله مؤخرا، واشرف على الفريق في لقاء وفاق سطيف. وبهذا يكون أمل الاربعاء قد جمع ثمانية نقاط بأربعة مدربين، وهو الأمر الذي يؤكد الفترة العصيبة التي يمر به الفريق، والذي يبقى مرشحا من أجل العودة الى حظيرة القسم الثاني في حال بقاء الأوضاع على ما هي عليه. ويبدو ان سياسة تغيير المدربيين في امل الأربعاء ستتواصل، في ظل تلميح المدرب الجديد خالد لونيسي على الرحيل من منصبه بسبب غياب الظروف المناسبة للعمل، حيث انتقد لونيسي مسؤولي الفريق بعد أن أشرف على الأمل في لقاء واحد فقط.