أنهت مديرية البناء والتعمير لولاية عنابة كافة الإجراءات الإدارية الخاصة بإطلاق المناقصة الوطنية الخاصة بمشروع المسجد الكبير الذي سيرى أخيرا النور بعد أن انتظره سكان الولاية لقرابة 10 سنوات.وحسب ما كشفت عنه مديرية البناء والتعمير ل آخر ساعة فإن لجنة الصفقات العمومية لولاية عنابة وافقت على دفتر الشروط الخاص بالمناقصة الوطنية، حيث أوضح المصدر ذاته بهذا الخصوص أنه تقرر منح المشروع لأربعة مقاولين وذلك بعد تعذر إطلاق مناقصة وطنية تماشيا مع سياسة الحكومة التي تهدف لترشيد النفقات والمحافظة على العملة الصعبة، كما أشارت الجهة ذاتها أن قرار الاعتماد على أربعة مقاولين هدفه ضمان سير الأشغال بوتيرة عالية، حيث سيتكفل كل مقاول بجزء معين من المشروع، أما بخصوص موعد إطلاق المناقصة الوطنية فقد أشارت المديرية إلى أن ذلك سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن تنطلق الأشغال شهر ماي المقبل، ويأتي هذا التقدم الكبير في المشروع بعد أن أعطت الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء «سي تي سي» موافقتها على الدراسات التي قام بها مكتب الدراسات، حيث يسير المشروع وفق خارطة الطريق التي تم الاتفاق حولها مع الوالي خلال الاجتماع الذي عقد معه بهذا الخصوص يوم 20 سبتمبر الماضي بحضور كل من الأمين العام للولاية، رئيس المجلس الشعبي الولائي، رئيسي دائرة وبلدية البوني، مدير التعمير والبناء والهندسة المعمارية، مدير الشؤون الدينية، رئيس اللجنة الدينية للمسجد الكبير، المديرين التقنيين المعنيين بالمشروع ومكتب الدراسات، وما تجدر الإشارة إليه أن السلطات المحلية ضخت قرابة 200 مليار سنتيم في المشروع وذلك من أصل 230 مليارا التي تعتبر القيمة الإجمالية لإنجاز المسجد الكبير الذي أعيدت قبل سنوات الدراسات الأولية الخاصة به، حيث تم تغيير مكانه من أعلى هضبة «بوخضرة» إلى جوار القطب الجامعي ببلدية البوني، كما تم تقليص سعته من 16 ألف مصل إلى 10 آلاف بالإضافة إلى تقليص المساحة المغطاة من 42 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وهذه التغييرات ساهمت في تقليص تكلفة الإنجاز التي كانت تقدر ب 380 مليار سنتيم، وما تجدر الإشارة إليه أيضا يشار أن هذا المشروع الضخم يتضمن حسب ما جاء في بطاقته التقنية العديد من المرافق على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 100 متر، مدرسة قرآنية، دار الفتوى، قاعة للمحاضرات، موقف سيارات، نافورات بالإضافة إلى توفره على مداخل من الجهات الأربع جنوب، شمال، شرق وغرب، كما تفكر «اللجنة الدينية» في تشييد جسر للراجلين يربط بينه وبين القطب الجامعي الجديد المحاذي له.