تعاني جل بلديات ولاية سكيكدة من الإنتشار العشوائي للمفارغ حتى العمومية منها، الأمر الذي أثر سلبا على الصحة العامة و شوه منظرها الجمالي بحكم أن هذه البلديات من جهة تتميز بالمناظر الخلابة، و من جهة أخرى تتواجد هذه المفارغ العشوائية في مداخلها و مخارجها و بالتالي فهي في هذه الحالة تستقبل المواطنين و الزوار بهذا الوجه، و الأكثر من ذلك فإن معظم هذه البلديات صيغة سياحية ساحلية بحيث تتوفر على الشواطئ التي يقصدها المصطافون للإستجمام أو أنها منطقة عبور نحو هذه الشواطئ من خلال شبكة الطرقات المؤدية إليها. و تشوه المفارغ العشوائية بسكيكدة 24 بلدية من مجموع 38 بلدية تتوفر عليها الولاية و يتعلق الأمر بكل من وادي الزهور، أولاد أعطية، قنواع، الزيتونة، بني زيد، كركرة،عين بوزيان ،بكوش لخضر، الحروش ،صالح بوالشعور، زردازة، أمجاز الدشيش، أولاد أحبابة ، بني والبان، أم الطوب و تمالوس بالإضافة إلى بلدية سيدي مزغيش الحاصلة على لقب أنظف بلدية و كذا بلديات جندل محمد سعدي، بن عزوز، المرسى التي تتقاسم المحمية الدولية وفق اتفاقية رامسار المنطقة الرطبة صنهاجة قرباز على مساكة تقدر بأزيد من 24 ألف هكتار و التي تضم هي الأخرى شواطئ ساحرة شأنها شأن بلديات عين الزويت، فلفلة و القل التي تستقطب عددا كبيرا من المصطافين كل موسم اصطياف من خلال شواطئها الشهيرة و التي يصل مداها إلى خارج الوطن، غير أن ذلك لم يشفع لها بالعمل على القضاء على المفارغ العشوائية و وضع مفارغ عمومية وفق المعايير المعمول بها باعتبار أن عددا من المفارغ العشوائية تضم نفايات سامة و خطيرة و الناتجة عن بعض النشاطات الاقتصادية و نفس الأمر يحدث بالنسبة للإسطبلات و المداجن العشوائية المنتشرة عبر مختلف المناطق الحضرية بالولاية، بما في ذلك الحواضر الكبرى على غرار بلدية عاصمة الولاية، حمادي كرومة، فلفلة، الحروش و قرية قربيسة بعزابة، حيث تنتشر هذه الإسطبلات و المداجن في أوساط السكان لتؤثر سلبا على حياتهم و البيئة المحيطة بهم من خلال انتشار الروث و الفضلات في كل مكان يتنقلون إليه ليتسببوا بذلك في تلويث الأرض و الهواء بمختلف الروائح الكريهة التي تحول المدن إلى ريف، رغم أن الريف لم يعد يتسم بمثل هذه المظاهر من خلال تخصيص الإسطبلات و المداجن في أماكن بعيدة عن تلك التي يقطنها السكان ،و بالإضافة لذلك تقضي الماشية في المتواجدة في الوسط الحضري على المساحات الخضراء العشوائية أو المغروسة على مستوى الحدائق وفواصل الطرقات و ذلك بعدما جعلت منها مناطق رعي خاصة، وعلى هذا الأساس وجب القضاء على المفارغ العشوائية و تفادي وضع العمومية في المناطق السياحية و تلك التي تتوفر على تجمعات سكانية بالإضافة لمنع الرعي في المناطق الحضرية و إخراج الإسطبلات و المداجن منها.