كشف مصدر موثوق ل آخر ساعة أن المناقصة الوطنية الثالثة التي أطلقتها مديرية البناء والتعمير لولاية عنابة من أجل إنجاز مشروع «المسجد الكبير» لم يكتب لها النجاح، وحسب المصدر ذاته فإن عملية فتح الأظرفة التي جرت قبل حوالي الأسبوعين أكدت لهم على أن الشركات الكبرى ترفض المساهمة في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة وذلك بعد عزوفهم للمرة الثالثة على التوالي عن التقدم بعروض لإنجاز المشروع حيث أطلقت المناقصة الثالثة في الأسبوع الأول من شهر جويلية وذلك عملا بالقانون الجديد للصفقات العمومية الذي سيكون على مديرية البناء اللجوء إلى استشارة قبل اللجوء إلى إبرام صفقات بالتراضي وذلك تجنبا لإطلاق مناقصة دولية، وفي سياق آخر فقد تسبب عدم جدوى المناقصات في ظهور بعض الأحاديث وسط العنابيين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن «سرقة» أموال «المسجد الكبير»، وهو الأمر الذي يحتم على السلطات المحلية ضرورة إيجاد أسرع طريقة لإطلاق الأشغال في هذا المشروع الحلم وذلك من أجل دحض مثل هذه الأقاويل، هذا واشترطت مديرية البناء والتعمير في المناقصة التي أطلقتها لطلب عروض مفتوحة قدرات دنيا لإنجاز المشروع الذي تم تقسيمه على خمس حصص، الأولى خاصة بالمكتبة، الثانية عمارة التعليم، الثالثة المنارة، الرابعة قاعة الصلاة والخامسة قاعة المحاضرات، ولا يحق لأي شركة الحصول على حصتين في المشروع، ففي المناقصة الثانية تلقت عرضا واحدا فقط خاصا بإنجاز قاعة لكنه لم يكن مؤهلا تقنيا، وقد عمدت مديرية البناء والتعمير بالتشاور مع السلطات المحلية إلى تقسيم المشروع إلى خمس حصص حتى يتم الإسراع في عملية الإنجاز، كما أن الجزائر لا تتوفر على شركات ومقاولين قادرين من الناحية التقنية على التكفل بمشروع بهذا الحجم الذي يحلم به العنابيون منذ قرابة 10 سنوات، وما تجدر الإشارة إليه أن السلطات المحلية ضخت قرابة 200 مليار سنتيم في المشروع وذلك من أصل 230 مليارا التي تعتبر القيمة الإجمالية لإنجاز «المسجد الكبير» الذي أعيدت قبل سنوات الدراسات الأولية الخاصة به، حيث تم تغيير مكانه من أعلى هضبة «بوخضرة» إلى جوار القطب الجامعي ببلدية البوني، كما تم تقليص سعته من 16 آلاف مصلي إلى 10 آلاف بالإضافة إلى تقليص المساحة المغطاة من 42 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وهذه التغييرات ساهمت في تقلص تكلفة الانجاز التي كانت تقدر ب 380 مليار سنتيم، وما تجدر الإشارة إليه أيضا أن هذا المشروع الضخم يتضمن حسب ما جاء في بطاقته التقنية العديد من المرافق على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 100 متر، مدرسة قرآنية، دار الفتوى، قاعة للمحاضرات، موقف سيارات، نافورات بالإضافة إلى توفره على مداخل من الجهات الأربعة جنوب، شمال، شرق وغرب، كما تفكر «اللجنة الدينية» في تشييد جسر للراجلين يربط بينه وبين القطب الجامعي الجديد المحاذي له.