حيث يتراوح سعرها ما بين 50.000 دج و 80.000 دج بالنسبة للدرجات النارية من نوع 103، و150 ألف دج و250 ألف دج بالنسبة للدراجات من نوع سيم ،اضافة إلى صعوبة ركوب السيارات أو الحافلات بالنظر للوقت الذي تستغرقه والزحمة المرورية التي تعرفها طرقاتنا، كما أصبحت هذه الدراجات النارية مصدر خوف وقلق حقيقيين لدى الأولياء، فالبعض من الشباب يستخدمها كوسيلة للترفيه والبعض الآخر كوسيلة نقل نظرا للازدحام المروري الذي تعرفه شوارعنا، كما أنها مصدر خطر على المارة بسبب المناورات والتجاوزات الخطيرة، وطوارئ المستشفيات تعج بأصحاب الكسور التي تسببت فيها تلك الدراجات، والحال نفسه نجده بمراكز العلاج الطبيعي التي تكتظ بالعشرات من هؤلاء سواء كانوا من المارين أو الذين كانوا على متن تلك الدراجات سائقين أو راكبين،من جانب آخر يزداد الإقبال على استعمال الدراجات النارية في الصيف، ومع تزايد هذا الإقبال تزداد الحوادث المرورية التي تتسبب فيها هذه الوسيلة الفردية للنقل. حيث احتلت في العامين الماضيين المرتبة الثانية في عدد حوادث المرور وفي عدد القتلى أيضا، فحسب ما جاء في التقرير السنوي للمرصد الوطني لسلامة المرور لسنة 2014. فإن الدراجة النارية تشكل خطرا كبيرا على مستعملي الطريق خاصة إذا لم يتم استعمالها وقيادتها بطريقة صحيحة وقانونية. ولذلك نجدها في المرتبة الثانية بعد السيارات الخفيفة في عدد حوادث المرور بنسبة %36,48 وفي المرتبة الثانية بعد السيارات الخاصة والشاحنات الخفيفة في عدد القتلى بنسبة %30,54 وكذلك المرتبة الثالثة في عدد الجرحى بعد السيارة الخاصة والشاحنات الخفيفة بنسبة %28,72 . إضافة إلى الإزعاج و القلق الذي تسببه... أفراد يفقدون أرجلهم وآخرين في كراسي متحركة في سياق آخر تعتبر ظاهرة انتشار الدراجات النارية سلبية بمعنى الكلمة كما أصبحت تنطبق مقولة «لي شرا موطو شرا موتو» حيث كان لنا حديث مع بعض الأفراد من ضحايا حوادث الدراجات النارية ،الذين يعانون لحد الساعة من هذه الدراجات النارية ،وهو ما أكده لنا فوزي من البوني صاحب 50 سنة الذي يعاني على مستوى رجله اليسرى منذ 15 سنة كما تنقل إلى فرنسا للعلاج لكن الآلام لازالت تلازمه لحد الساعة وهذا بسبب حادث مرور بدراجة نارية بعد قيامه بمناورة خطيرة كادت تكلفه حياته،عامر من عنابة تعرض لإصابة خطيرة على مستوى الرجل بسبب حادث مرور بدراجة نارية كلفته قطع رجله ،أما عصام فقد تحدث لنا و الحسرة بادية عليه بعد أن أصيب بشلل بسبب دراجته النارية اثر تعرضه لحادث مرور خطير ، وكان آخر ضحاياها طفل في مقتبل العمر تعرض يوم الأربعاء الماضي لحادث مرور خطير بعد أن اصطدم بسيارة حيث يتواجد في حالة حرجة بالمستشفى .في حين يعاني البعض الآخر من صدمات نفسية بعد أن كادوا يفقدون حياتهم ،لذلك تخلو نهائيا عن فكرة قيادة الدراجات النارية التي كانت تستهويهم في فترة المراهقة.اضافة إلى المخاطر التي تنجر عليه فإن صوت الدراجات النارية المزعج يعد مصدر قلق وإزعاج للكثيرين، لاسيما في الليل، أين يجتمع عشاق المركبات السريعة بالقرب من الحي لاستعراض حركاتهم الأشبه بأفلام الأكشن مسببين بذلك الإزعاج، كما أن الدراجات النارية التي يقودها جملة من هواة هذا النوع من المركبات صار أمرا مقلقا للسكان بالنظر للصخب الكبير الذي يجلبه صوتها خاصة الدراجات النارية من نوع 103 . تعددت الأسباب و الموت واحد مع تزايد الإقبال على اقتناء الدراجات النارية فإن حوادث المرور في تزايد أيضا بسبب التهور و اللامبالاة من بعض الشباب ،حيث ورد ضمن التقرير العالمي حول الوقاية من الإصابات الناجمة عن حوادث المرور أن درجة خطورة حوادث ركّاب الدراجات النارية مرتفعة للغاية لعد أسباب من بينها ،عدم وجود هيكل يحمي مستعملي الدراجات النارية عند الاصطدام. الدراجات النارية تتميز بعدم التوازن مقارنة بالسيارة خصوصا عند الوقوف المفاجئ أو في حالة عطب, مع ارتفاع احتمال السقوط في حالة الانزلاق أو تقييد العجلات. اضافة إلى صغر حجم الدراجة النارية ما يجعل الانتباه إليها من قبل السائقين صعبا، وعدم اكتساب بعض مستعملي الدراجات النارية المهارات اللازمة للتحكّم في دراجاتهم عند سياقتها, إلى جانب عدم إلمامهم بقواعد الجولان ،تدني الوعي بأهمية ارتداء الخوذة والملابس الواقية.ورغم علم أصحابها أنها تشكل خطرا كبيرا على حياتهم قبل حياة المارة، إلا أنهم يفضلون امتلاك دراجة نارية وعدم امتلاك سيارة لأنها تعد مصدرا للترويح عن النفس، لكن أغلب سائقي الدراجات لا يبالون لا بالخطر الذي يحدق بهم ولا بالإزعاج الذي يشكلونه كون الدراجة لديهم وسيلة أيضا للمتعة والترفيه، ليبقى الجميع مستاء من التصرفات التي يقوم بها الشباب المراهق، وتشهد مختلف الطرق السريعة وخاصة في الفترات المسائية تواجدا كبيرا لأصحاب الدراجات النارية الكبيرة، إذ يصنع هؤلاء صورا أقل ما يقال عنها أنها جد خطرة بالنظر للحركات التي يقومون بها بغرض التباهي ونيل إعجاب المتفرجين، خاصة بطريق البولفار ، إذ يرسمون صورا ممتعة ممزوجة بالموت القريب غير عابئين بما تمثله وتشكله رعونتهم من خطر على حياتهم وحياة المواطنين. الظاهرة أخذت أبعادا خطيرة في غياب الوعي إن ظاهرة انتشار الدراجات النارية أخذت أبعادا خطيرة، في ظل غياب الوعي القانوني والأخلاقي الذي يساهم في الحد منها، لذا فإن الكثيرين يرون أن أفضل حل يتم اتباعه هو منع الدراجات النارية التي لا تتوفر فيها شروط السلامة ومنع المهترئة منها من السير، مع إعادة النظر في الرخص التي يتم منحها لمستعملي الدراجات النارية.يرى العديد من الناس أن ركوب الدراجات النارية يثير الشبهات لأن بعض الشبان المنحرفين يستخدمونها لسرقة حقائب السيدات والهواتف النقالة، في الطرقات أو من داخل السيارات، ثم يلوذون بالفرار.كما أن حوادث الدراجات النارية لا تزال تحصد أرواح الشباب في مقتبل العمر، دون أن ننسى الأمراض التي تسببها لعائلات كثيرة بسبب الفاجعة بعد سماع خبر تعرض أولادها لحوادث مميتة فقدوهم على إثرها أو أصيبوا بإعاقات وعاهات مستديمة نتيجة طيشهم في القيادة.