كشف مصدر عليم ل «آخر ساعة» بأن مشروع المسجد الكبير لولاية عنابة تم تجميده للعديد من الاعتبارات، على رأسها عدم وجود مؤسسة قادرة على التكفل ببناء هذا الصرح الديني.وحسب المصدر فإن مديرية البناء والتعمير لولاية عنابة المشرفة على المشروع وبعد إطلاقها للعديد من المناقصات الوطنية على مدار الأشهر الماضية لم تتلق العروض اللازمة، وهو ما أدى إلى فشل جميع هذه المناقصات ورهن بذلك مستقبل هذا الصرح الديني الذي طال انتظاره، باعتبار أن الإعلان عنه كان قبل حوالي 10 سنوات، وأضاف المصدر فإن هذا الوضع بالإضافة إلى الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، دفع الجهات الوصية لتجميد المشروع إلى إشعار آخر، رغم أن غلافه المالي متوفر وجميع الأمور جاهزة لانطلاق الأشغال لولا عزوف المؤسسات الوطنية عن التقدم بعروضها للفوز بهذا المشروع، غير أن المصدر ذاته أشار إلى أنه من الممكن أن يتم مستقبلا إطلاق مناقصة وطنية أخرى، وفي حال نجاحها سيتم مراسلة السلطات العليا في البلاد من أجل طلب رفع التجميد عن المشروع، حتى اللجوء إلى استشارة قبل اللجوء إلى إبرام صفقات بالتراضي طبقا لقانون الصفقات العمومية الجديد، غير ممكن في هذه الحالة لكون العروض لم تصل أصلا من المؤسسات حتى يتم عقد صفقة بالتراضي مع أحدها، هذا واشترطت مديرية البناء والتعمير في المناقصة التي أطلقتها لطلب عروض مفتوحة قدرات دنيا لإنجاز المشروع الذي تم تقسيمه على خمسة حصص، الأولى خاصة بالمكتبة و الثانية عمارة التعليم و الثالثة المنارة و الرابعة قاعة الصلاة والخامسة قاعة المحاضرات، ولا يحق لأي شركة الحصول على حصتين في المشروع، ففي المناقصة الثانية تلقت عرض واحد فقط خاص بإنجاز قاعة لكنه لم يكن مؤهل تقنيا، وقد عمدت مديرية البناء والتعمير بالتشاور مع السلطات المحلية على تقسيم المشروع إلى خمسة حصص حتى يتم الإسراع في عملية الإنجاز، كما أن الجزائر لا تتوفر على شركات ومقاولين قادرين من الناحية التقنية على التكفل بمشروع بهذا الحجم الذي يحلم به العنابيين منذ قرابة 10 سنوات، وما تجدر الإشارة إليه أن السلطات المحلية ضخت قرابة 200 مليار سنتيم في المشروع وذلك من أصل 230 مليار التي تعتبر القيمة الإجمالية لإنجاز «المسجد الكبير» الذي أعيدت قبل سنوات الدراسات الأولية الخاصة به، حيث تم تغيير مكانه من أعلى هضبة «بوخضرة» إلى جوار القطب الجامعي ببلدية البوني، كما تم تقليص سعته من 16 ألف مصلي إلى 10 آلاف بالإضافة إلى تقليص المساحة المغطاة من 42 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وهذه التغييرات ساهمت في تقلص تكلفة الإنجاز التي كانت تقدر ب 380 مليار سنتيم، وما تجدر الإشارة إليه أيضا أن هذا المشروع الضخم يتضمن حسب ما جاء في بطاقته التقنية العديد من المرافق على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 100 متر، مدرسة قرآنية، دار الفتوى، قاعة للمحاضرات، موقف سيارات، نافورات بالإضافة إلى توفره على مداخل من الجهات الأربع جنوب و شمال و شرق وغرب، كما تفكر «اللجنة الدينية» في تشييد جسر للراجلين يربط بينه وبين القطب الجامعي الجديد المحاذي له.