انتشرت مؤخرا وخاصة مع البرنامج المكثف وتغيير المناهج الدراسية للأطوار التعليمية الثلاثة ما يعرف بالدروس الخصوصية من قبل معظم التلاميذ. كما أن هذه الظاهرة انتقلت عدواها إلى تلاميذ الطور الابتدائي حتى السنة الأولى والثانية ابتدائي فهي تحولت إلى «موضة« لدى الكثير من العائلات الجزائرية حتى لدى العائلات المعوزة فالمهم هو ليس دفع التكاليف وإنما عدم احساس أبنائهم بنقص أمام زملائهم ولأن الأطفال يقومون بتقليد بعضهم. وحتى بعضا أحيانا النتائج الدراسية مع أخذ الدروس الخصوصية لا يكون هناك تحسن في المستوى أو الاستيعاب وبعدما كانت هذه الظاهرة تقتصر على الطلبة المقبلين على شهادة البكالوريا والتعليم المتوسط فقط لكن الظاهرة الآن أصبحت تشمل كل المستويات ويتم تكثيف الساعات مع الإمتحانات وهذا ما تشهده هذه الأيام العائلات التي تتوافد على الأساتذة لمنح أبنائهم دروسا خصوصية أيام الامتحانات كما أن أسعارها خلال هذه الفترة تكون مرتفعة مقارنة بالأيام العادية فمثلا الساعة ب 500 دج و700 دج للمادة الواحدة بالنسبة للطور الابتدائي أما بالنسبة للطورين الآخرين فهي تختلف من أستاذ إلى آخر وتصل أحيانا إلى 15 ألف دج شهريا ومن أجل الاستفسار عن هذه الظاهرة اقتربنا من بعض الأولياء الذين أكدوا لنا بأن تقدم المستوى الدراسي لأبنائهم مرتبط بمدى إقبالهم على الدروس الخصوصية فلا يوجد نجاح ولا تحسن إلا عن طريق أخذ دروس خصوصية لذلك أصبح الإقبال منقطع النظير على التسجيلات في الدروس الخصوصية وخاصة أنها غزت المراحل الأولى من التعليم كما اعتبر أولياء آخرون أن الدروس الخصوصية في الوقت الحالي أصبحت أكثر من ضرورية من أجل استيعاب التلاميذ بحكم أن الأساتذة في المدارس لا يقومون بمجهودات زائدة نظرا للاكتظاظ الموجود داخل الأقسام كما أن هناك أساتذة يقومون بإبتزاز التلاميذ في حالة عدم أخذ دروس خصوصية عندهم من خلال عدم منحهم نقاطا في الامتحانات أي العلامة التي يستحقها حتى وإن كان من أنجب وأحسن التلاميذ وبهذا المنطق فقد أصبحت الدروس الخصوصية تفرض نفسها على الواقع التعليمي وأصبحت ضرورية ولابد منها على الرغم من تكاليفها الباهظة ولا يقدر عليها الكثيرون خاصة أن أسعارها في ارتفاع من سنة إلى أخرى وأكثر مع فترة الامتحانات حيث أن الأسعار تختلف من الدروس الجماعية إلى الفردية. الدروس الخصوصية مربحة للأساتذة في ذات السياق أصبحت ظاهرة الدروس الخصوصية مربحة للأساتذة ومصدر رزق لكثير منهم، كما أنها تقلل من متاعبهم المادية مما ساهم في انتشارها وتعمقها داخل المجتمع أما بالنسبة للأولياء فقد أثقلت تكاليف الدروس الخصوصية كاهلهم بسبب ارتفاع أسعارها وحتمية أخذ الدروس في كل المواد خاصة بالنسبة للمقبلين على الشهادات لمختلف الأطوار التعليمية الثلاثة لتبقى بورصة الدروس الخصوصية في ارتفاع مستمر وتلتهب من أجل استنزاف جيوب الأولياء مقابل التحجج باستيعاب الدروس وتحسين مستواهم الدراسي.