شهدت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة حضورا مكثفا للمحامين وكذا للأطراف المدنية الذين تابعوا عن كثب الجناية التي أحدثت ضجة واسعة بمدينة عنابة وهي المتعلقة بالمتاجرة في المخدرات والمؤثرات العقلية في إطار تكوين جماعة إجرامية منظمة. وليد سبتي حيث عملت الشبكة المتكونة من أربعة متهمين وهم «ق.أ»، «ع.س»، «ب.ع.أ» و «ف.م» على ترويج السّم الأبيض وسط مدينة عنابة بعد أن إتخذت من حي «قاسيو» مكانا لنشاطها حيث كان المتهم «ع.س» البالغ من العمر 43 سنة يقوم بجلب مادة الكوكايين من فرنسا قبل أن يقوم بإعطائها ل «ق.أ» الذي تولى عملية بيعها لمختلف الشرائح بمبالغ مالية معتبرة تفوق 11 ألف دج للغرام الواحد، فيما كان المتهمان الآخران يجلبان الزبائن ممن يريدون شراء هذه المادة النادرة جدا، وبعد مرور أسابيع عن القضية، تلقت عناصر الأمن الوطني بلاغا يفيد بوجود شبكة إجرامية مختصة في مجال حيازة وتخزين ونقل المخدرات حيث تتخذ من المنزل السالف الذكر مكانا لنشاطها الإجرامي، وعلى إثر ذلك قامت عناصر الشرطة بتاريخ 26/12/2016 بعملية مراقبة وترصد للمنزل الذي يقيم فيه المتهم الأول قبل أن يلفت انتباههم نزول فتاة كانت في سيارة من نوع «ميقان« توجهت إلى ذات المنزل الذي تم اقتحامه من طرف مصالح الأمن وعثروا عند تفتيشه على كيس بلاستيكي شفاف اللون موضوع داخل مادة الأرز ويحتوي على مسحوق أبيض قدّر وزنه ب 71.50 غراما، كما عثروا كذلك على مجموعة من الأكياس الصغيرة في غرفة الإستقبال بها مادة مشبوهة مهيئة للبيع، أين قدر وزن كل الأكياس ب 17.36 غراما، حيث بينت نتائج الخبرة الأولية أن المادة عبارة عن مخدّر من نوع كوكايين، كما ضبط بحوزة المتهم «ق.أ» على مبلغ مالي قدره 77 ألف دج وكبسولات مختلفة الأحجام إضافة إلى ميزانين إلكترونيين دقيقين يستعملان لوزن الكوكايين، وعند سماع المتهم من طرف الضبطية القضائية صرح أنه كان يوم الوقائع بمسكنه حين تقدمّ له عناصر الشرطة بإذن تفتيش وضبطوا مادة الكوكايين التي اكتشف أن مصدرها هو المتهم «ع.س» المغترب بفرنسا المتعود على الإتيان بها من هناك وإعطائها له بغرض بيعها بمبلغ 11 ألف دج للغرام الواحد، ليذكر بعدها أن المتهم «ف.م» يقتصر دوره في البحث عن الزبائن لإتمام عملية البيع، فيما أكد بأنه يتعامل مع المتهم «ب.ع.ا» بصفته تاجر مخدرات بحيث يأخذ من عنده ويسلمه الكوكايين متى استلزم الأمر، وبناء على تصريحات «ق.أ» تم تفتيش مسكن المسمى «ع.س» الكائن بحي ريزي عمر حيث ضبط بحوزته على قطعة من المخدرات، حيث صرح أنه كان بصدد استهلاكها ومبلغ 8000 دج مع ورقة نقدية من فئة 20 أورو، نافيا بدوره تصريحات المتهم الأول بخصوص جلبه الكوكايين من فرنسا، ومن جهة ثانية وبعد التحقيق مع المتهم «ب.ع.ا» اعترف هذا الأخير بأن عمله هو البحث عن المشترين بإعطائه مبلغ 1000 دج عن كل عملية بيع للكوكايين، نافيا أمام هيئة المحكمة معرفته للمتهمين باعتباره لم يسبق وأن عمل معهم من قبل، فيما صرح المتهم الأخير «ف.م» الذي عثر بمنزله على علبة دواء من نوع «ليريكا» ومبلغ 28 ألف دج وأنه لا يتاجر بالمخدرات ولا بالمؤثرات العقلية وأن الدواء ملك لجدته التي تعاني من اضطرابات نفسية، نافيا التهمة الموجهة إليه جملة وتفصيلا، وبعد الاستماع إلى كافة الأطراف، التمست النيابة العامة عقوبة 20 سنة ضد أفراد العصابة فيما أدانتهم المحكمة بعقوبات متفاوتة بين 5 و 15 سنة لارتكابهم جناية المتاجرة في المخدرات والمؤثرات العقلية في إطار جماعة إجرامية منظمة.