رغم تعليمات رؤساء دوائر ولاية عنابة التي ذهبت أدراج الرياح بخصوص إلزامية القضاء على ظاهرة انتشار الحيوانات الضالّة بمختلف البلديات، إلا أنّ هذه الأخيرة ما تزال في تزايد مستمر خلال هذه الأيام ما خلق رعبا حقيقيا وسط السكان الذين باتت حياتهم في خطر بحيث أصبحت الظاهرة تمثل الطابع الرئيسي الذي طغى على العديد من أحياء بلديات عنابة على غرار البوني، سيدي عمار، سيدي سالم، حجر الديس، بوخضرة، 5 جويلية، وغيرها من الأحياء التي انتشرت فيها الحيوانات الضالة أكثر من أي وقت مضى لدرجة أن المواطنين صاروا يخشون الخروج باكرا أو في ساعات متأخرة من المساء لتفادي هجومات الكلاب الضالة التي تهدد سلامتهم، كما أن هناك منهم ممن لا يغمض لهم جفن من كثرة النباح المزعج ليلا في وقت تجاهلت فيه الجهات المعنية الأمر ولم تكلف نفسها إيجاد حلول لهذا الكابوس المقلق، ومن جهة ثانية فقد تحولت مواقع الأسواق العشوائية والأسواق الأسبوعية داخل المدينة بفعل النفايات المتراكمة إلى أماكن تستقطب الكلاب الضالة والأبقار التي تشكل خطرا على حياة المارة علاوة على مساهمتها بصفة كبيرة في تلويث البيئة جراء بحثها عن الطعام في صناديق القمامة والأكياس البلاستيكية، مما يعمل على انتشار القاذورات والميكروبات في الشوارع والأزقة، وفي ظل هذا الوضع المرعب الذي تبثه الكلاب الضالة في نفوس الساكنة، يتخوف الأطفال من الخروج من منازلهم للعب لتفادي الوقوع بين أنياب هذه الحيوانات الشرسة المنتشرة هنا وهناك في الشوارع، وتزيد من تشويه الصورة الجمالية للأحياء في المدينة، وهو الأمر الذي جعل السكان يطالبون من السلطات المحلية برفع هذا الضرر عن طريق تفعيل حملات تطهيرية لمحاربة هذه الآفة الخطيرة التي صارت تنشر الذعر في نفوسهم.