سيكون عشاق المسرح غدا وبداية من الخامسة مساء بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي مع متابعة مسرحية «امرأة بظل مكسور» وهو عمل من إخراج جمال حمودة ومن تأليف كنزة مباركي وتمثيل الممثلة المتألقة والبارزة رجاء هواري وبمشاركة بشير سلاطنية مساعد المخرج، والمسرحية عمل جديد تم إنتاجه سنة 2017، وفي تعليقه عن هذا العمل كشف المخرج جمال حمودة قائلا:»على الرغم من عشرات الأعمال التي أنجزتها فإن لهذه «التجربة» مذاقها المنحوت في وجداني، لما حملته من تداعيات جارحة للضمير والحلم، لأن كل مغامرة مسرحية أدواتها التي ترصد حركية الواقع وقوانينه الخفيفة، وما يكتنف في الذات الانسانية من تحولات وهزات. فهذه المنودراما ببلاغتها وشعاريتها ليست مجرد فسحة للترفيه والتنوير، لما تضمنته من مواقف اجتماعية مناهضة للممارسات القهرية التي كرستها حقب طويلة من المواجع إزاء المرأة». أما مدير الثقافة إدريس بوذيبة فقال عن المسرحية:» إن المسرحية عمل منودرامي يمتاز بمسحة شعرية منفتحة على التداعيات التي تقربنا من المسرح النفسي الذي يعطي للجسد رنينه ودلالاته، أما المحور المركزي فهو «المرأة» بكل التحديات الملجومة بالقهر والتحولات الضّاجة بهواجس الأنثى، لقد وظف المخرج القدير جمال حمودة كل عناصر التناسج والتناغم الدرامي لخدمة العناصر المشهدية، المكثّفة بطريقة بسيطة وصادقة، ولكنها مستفزة لوعي المتفرج لطرح الأسئلة ومحاور المضمون. ولا شك أن المؤلفة كنزة مباركي قد حققت الكثير من معاني هذه الأطروحة بما قدمته من جرأة في الخطاب المسرحي، واعتقد أن القيمة المضافة إلى هذه المغامرة المسرحية هو ما قامت به الممثلة «الفذة» رجاء هواري من تقمص لشخصية البطلة، التي أضفت عليها أبعادا أخرى من تألقها ومرونتها وعفويتها»، أما المؤلفة كنزة مباركي فقالت:» امرأة بظل مكسور ..هي حكاية إنسان يلملم شظاياه في عالم مضطرب غير متوازن، ويحاول إعادة بناء نفسه حتى يغير شيئا في العالم الوحش..حكاية تفجرها وافية..صوت المرأة المنبعث من أول ساعة وأد، يصدح بالرفض في أفق ضيق خانق مخنوق، يجترح الحكايات ويقطفها من أعماق نسائية مجروحة، يخترق النواميس العرجاء في ثورة تقلب موازين الحياة.. الحياة التي تضحكنا وتبكينا في آن واحد«.