محتشدات المهاجرين غير الشرعيين تزرع فتنة سياسية بروما القضاء الإيطالي يحقق في وفاة حراق جزائري أكد متحدث باسم وزارة الداخلية الإيطالية ، أن التحقيق في حادثة مواطن جزائري في روما داخل مركز "بونتي غاليرا" الخاص باستقبال المهاجرين للتحقق من هوياتهم، تعرف تطورا . وأشار ذات المتحدث بأنه من السابق لأوانه الجزم بالأسباب الحقيقية من وراء وفاة المهاجر الجزائري غير الشرعي، غير أن الثابت من خلال التحقيقات أنه توفي داخل إحدى الغرف بعد أن نقل إلى مدينة مونيدا إثر إصابته بسكتة قلبية، وقد شرعت السلطات القضائية الإيطالية في التحقيق ، في حادثة الوفاة التي أودت بحياة الجزائري البالغ من العمر 41 عاما، صباح الخميس الماضي، ولم ينف المتحدث، عزم سلطات بلاده مراجعة تعاملاتها مع المهاجرين غير الشرعيين، في مراكز الاستقبال المؤقتة الخاصة بالتحقيق في هوية هؤلاء، قبل إبعادهم من إيطاليا، وكانت حادثة وفاة المهاجر الجزائري، سببا في تحقيقات أخرى شملت إدارات مراكز الاستقبال المؤقتة، ومدى احتكام مديريها إلى القوانين الداخلية التي تضبطها وما إذا كانت حادثة الوفاة تمت بعلاقة بطبيعة تعامل إدارة المركز، وأكد ذات المصدر بأن الإستشفائيين الملحقين بالصليب الأحمر الإيطالي، استقوا نبأ وفاة المهاجر الجزائري، من مهاجرين أفارقة آخرين يتقاسمون معه الغرفة. وتجد السلطات الإيطالية صعوبة جمة في التعامل مع المهاجرين، إذ فر شهر جانفي الماضي ، نحو 700 مهاجر غير شرعي من مركز احتجاز بجزيرة ''لامبيدوزا'' بجنوب إيطاليا من بينهم جزائريين ، بعد تحطيم الحاجز المحيط به، واصطفوا في موكب سير إلى مقر البلدية وسط المدينة، مرددين عبارتي ''الحرية، ساعدونا''. وقد عبّر المهاجرون غير الشرعيين عن رفضهم إقامة مركز احتجاز جديد لتحديد هوياتهم، تحسبا لإجراءات طردهم، بالإضافة إلى تنديدهم بظروف الاحتجاز غير اللائقة، وقد أفرزت الحادثة مواجهات كلامية بين الحكومة ونشطاء حقوق الإنسان، حيث رفض رئيس الوزراء الإيطالي سارجيو بارلسكوني، ووزير داخليته، إطلاق كلمة ''فرار'' على ما حدث بالمركز، نافيا أن يكون المهاجرون غير الشرعيين الذين عادة ما يتخذون ليبيا منطقة عبور نحو إيطاليا، يعيشون ظروف احتجاز قاهرة، وطرح احتمال قوي بوجود جزائريين من ضمن الفارين من مركز الاحتجاز، على خلفية الحملة التي شنتها مصالح أمن الحدود الليبية، خلال الصائفتين الماضيتين، تنفيذا لاتفاقية كانت أبرمتها مع سلطات روما سنة 2006، وتقضي بمنع تسرب مهاجرين سريين من الضفة الجنوبية إلى الساحل الإيطالي. وكان حراس الحدود الليبيون أوقفوا العشرات من الجزائريين، كانوا بصدد تخطي التراب الليبي لدخول السواحل الإيطالية، لكن عددا هائلا من الحراقة تمكن من اجتياز التراب الليبي وصولا إلى إيطاليا، ولا تزال جزيرة "لامبيدوزا"، الواقعة في أقصى جنوب صقلية، تستقبل بواخر المهاجرين غير الشرعيين القادمين من السواحل الليبية، إذ وصل عددهم إلى ألاف الأشخاص، وتزايدت حدة النقاش في الوسط السياسي الإيطالي، بين الائتلاف الحكومي والمعارضة، حول المعاملة السيئة التي يتلقاها المقيمون في مراكز تجميع المهاجرين غير الشرعيين، في ضوء الأدلة والصور التي نشرتها مجلة ''ليسبريسو'' الإيطالية في تحقيق صحفي أثار ضجة كبيرة• دعت أطراف عديدة في المعارضة إلى ضرورة غلق هذه المراكز، ورفض وزير الداخلية الإيطالي، الرضوخ للضغوط مدافعا عن أهميتها في مكافحة الهجرة غير الشرعية . ليلى/ع