تسببت الأمطار المتساقطة على سكيكدة في غرق قلب المدينة وسط المياه التي جعلت المرور على الأقدام أو بالسيارات صعبا جدا، ليتفاجأ المواطنون عند خروجهم بطرقات مشلولة تحولت إلى مسابح مفتوحة على غرار حي كامي روسي والممرات وفيضانات جارفة وبرك مائية عارمة أغرقت معظم الأحياء والمواطنين بمركباتهم.. فيضانات في الشوارع الرئيسية وأشجار هدمت أكواخا قصديرية ببحيرة الطيور وجدران منهارة في البنايات الهشة بالقرب من حي الربوة الجميلة. حياة بودينار كما حاصرت فيضانات الأمطار المتساقطة التي وصلت إلى 20 ملم مدرسة العماري بوعيطة حيث وجد التلاميذ صعوبة كبيرة للخروج منها لولا تدخل رجال الحماية المدنية. و توقفت الدراسة بابتدائيتي الشهيد سعد قرمش، و مختار حمبارك و متوسطتي ابن جبير و كحيط حمار. واستهجن المواطنون من الوضع الكارثي الذي آلت إليه عاصمة الولاية و الذي تتحول إليه كل موسم أمطار بسبب تقاعس السلطات المعنية في معالجة مشكلة مياه الأمطار من خلال تنظيف البالوعات ووضع برنامج يحمي المدينة من خطر الفيضانات التي أضحت تهدد حياة السكان و تعرقل يومياتهم في فصل الشتاء.و استهجن سكان سكيكدة ما تتعرض له عاصمة الولاية متهمين السلطات المحلية بعدم الاهتمام بحمايتهم متسائلين عن مصير مئات الملايير الموجهة للقضاء على الفيضانات .و كان كل من حي الممرات بوسط المدينة و الإخوة ساكر القديم أكثر الأحياء تضررا، حيث تعذر على سكان العمارات الخروج من المنازل و التوجه إلى مقرات العمل و التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، و لجأ بعض سكان العمارات لاستعمال سلالم من أجل الهبوط عبر النوافذ و الشرفات، خاصة تلك التي تقطن بالطوابق الأرضية مثلما هو الحال بحي الإخوة ساكر، أين اضطر أحد الشباب إلى استعمال زورق مطاطي لمساعدة السكان على عبور البحيرات للوصول إلى المنازل، بينما غمرت مياه الأمطار بعض السيارات التي انتظر أصحابها الحماية المدنية و مصالح ديوان التطهير لمساعدتهم على إخراج مركباتهم.و توقفت أمس بحي الممرات حركة المرور لأزيد من ساعتين بسبب ارتفاع منسوب المياه، مما أعاق حركة سير المواطنين حتى على الأرصفة ، بينما ظلت العشرات من السيارات عالقة بوسط الطريق، و المئات من المواطنين محاصرون بالمحلات و الهيئات و المقرات العمومية طيلة ساعتين من الزمن، مما استدعى تدخل عمال ديوان التطهير لفتح البالوعات. كما عاشت بقية الأحياء و الشوارع نفس الظاهرة بصورة مشابهة و بنسب متفاوتة كما هو الحال بمرج الديب، 500 و700 مسكن، هواري بومدين، و المدينة القديمة على غرار حومة الطليان قدور بليزيدية السويقة.أما سكان الأكواخ و البنايات الهشة فقد قضوا عدة ليال بيضاء منذ بداية تساقط الأمطار، لاحتلال الأخيرة منازلهم و خوفا من سقوط مساكنهم فوق رؤوسهم ، فمنهم من كان يبيت عند الأهل و البقية يحتمون في الشارع، ليطالبوا والي سكيكدة بالإسراع في ترحيلهم لحمايتهم من هذا الجحيم الذي يعيشونه كل شتاء، ووجهت أصابع الاتهام للسلطات المتعاقبة على إدارة شؤون البلدية التي صرفت الملايير ولم تتمكن من إجراء مشروع جدي يقضي على مشكلة الفيضانات بعاصمة الولاية.