باحثون وأكاديميون يقيمون الخطاب السياسي لمترشحي الرئاسيات ويؤكدون : الحملة لم ترق لمستوى تغيير قناعات المواطنين قال باحثون وأكاديميون من جامعة الجزائر أن الحملة الانتخابية التي أسدلت أبوابها مؤخرا لم ترق إلى المستوى السياسي الذي يمكنه من تغيير قناعات المواطنين ومواقفهم أو تقديم بدائل من شأنها تغيير واقعهم الاجتماعي مسجلة غياب النقاشات مع المترشحين وبالتالي غياب الحيوية والتأثير. وأجمع الباحثون أمس خلال تدخلهم بحصة خاصة للإذاعة الوطنية أن الحملة الانتخابية لرئاسيات 2009 ساد عليها الطابع الارتجالي خاصة في أيامها الأخيرة ولم تظهر الواقعية خلال خطابات المترشحين الذين ركزوا فقط على المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المواطنون، وفي هذا الصدد أوضح الدكتور ناصر جابي أن الخطابات بقيت مرتكزة سوى على الجانب الاجتماعي وغلاء المعيشة وكأن المواطن بحاجة إلى "البطاطا"وفقط ولم تتجاوز الحديث عن مواضيع أخرى كما أن الحملة غابت عنها الحيوية وكانت بحاجة "للتوابل الإضافية" وقال الباحث ناصر جابي أن بعض المترشحين بدوا وكأنهم معلمون يدرسون في المدارس من خلال خطاب أحادي يتجه من المترشح إلى المواطنين في حين ساد الحملة على عكس حملة 1999 للرئاسيات غياب الندوات والحوارات للمترشحين في الوسائل الإعلامية أو حتى مع المواطنين وكأن المترشحين أرادوا إلقاء خطاباتهم على المواطنين وما عليهم سوى تقبلها بعيدا عن أي نقاش، وقيم الباحث مستوى الحملة بالمتوسط أو الأقل من المتوسط. ومن جهته قال الدكتور عمار بن عبد الرحمن أستاذ في قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر أنه خلال يوم الاقتراع سيكون هناك ناخبون كانت لديهم قناعات من قبل حول مرشحهم المفضل بدون تأثير كبير للحملة على مواقفهم وقناعاتهم بالنظر إلى أن الخطاب السياسي لم يكن فوق العادة وجاء بشعارات وأفكار مستهلكة مضيفا أن النقاش لم يرق لمستوى تغيير القناعات ، وعن مضمون الخطاب السياسي للمترشحين أكد الباحث أن الخطاب سادته الارتجالية وعدم تحديد نقاط محددة خلاله، كما أعاب المتحدث اختيار بعض الألوان في ألبسة المترشحين أو الملصقات الخاصة بهم جهلا بالمعاني السيميولوجية لها كاللون الرمادي الذي يدل على الشك والريبة والنفاق عكس الأوان الأخرى التي تدل على الصفاء والنقاء والأمان، كاللونين الأبيض والأزرق فضلا عن صور أخرى كانت أكثر كارثية وأرجع المتحدث ذلك إلى غياب مراكز خاصة وأكاديمية للتوجه بالمساعدة للأحزاب السياسية في الجوانب الاتصالية ومن جهته أوضح الدكتور مصباح مناس أستاذ في العلوم السياسية بجامعة الجزائر أن الإقناع بالنسبة للمواطن هو إعطائه البدائل التي تجعل واقعه أحسن وتقليص الهوة بين الحاكم والمحكوم مضيفا بأن المهم ليس هو النظام الموجود بل مخرجات النظام في الحياة السياسية. و.نسيمة